كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

قال الحافظ ابن مندة موضحا ما يشمله كل ركن من هذه الأركان الثلاثة:
فمن أفعال القلوب: النيات والإرادات، والعلم، والمعرفة باللّه وبما أمر به والاعتراف له والتصديق به وبما جاء من عنده، والخضوع له ولأمره، والإجلال والرغبة إليه، والرهبة منه والخوف والرجاء والحب له ولما جاء من عنده والحب والبغض فيه والتوكل والصبر والرضا والرحمة والحياء والنصيحة للّه ولرسوله ولكتابه وإخلاص الأعمال كلها مع: سائر أعمال القلب «1».
ومن أفعال اللسان: الإقرار باللّه وبما جاء من عنده والشهادة للّه بالتوحيد ولرسوله بالرسالة ولجميع الأنبياء والرسل. ثم التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل والثناء على اللّه والصلاة على رسوله والدعاء وسائر الذكر «2».
ثم أفعال سائر الجوارح: من الطاعات والواجبات التى بنى عليها الإسلام أولها إتمام الطهارات كما أمر اللّه عز وجل، ثم الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان والزكاة على ما بينه الرسول صلى اللّه عليه وسلم ثم حج البيت من استطاع إليه سبيلا، وترك الصلاة كفر «3». وكذلك جحود الصوم «4» والزكاة «5» والحج «6»، والجهاد فرض مع الكفاية مع البر والفاجر.
___________
(1) ما يدل على ما يلزم القلب من فرض الإيمان قول اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ ولَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ سورة المائدة/ 41. وقوله عز وجل:
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ولكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ ولَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ سورة النحل/ 106، وقوله عز وجل: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ولكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ولَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ سورة الحجرات. انظر: الشريعة للآجرى ص: 119.
(2) ما يدل على ما يلزم اللسان من فرض الإيمان قول اللّه تعالى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وما أُنْزِلَ إِلَيْنا وما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ والْأَسْباطِ وما أُوتِيَ مُوسى وعِيسى وما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ سورة البقرة/ 136، ومن السنة قول النبي صلى اللّه عليه وسلم:
«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللّه» أخرجه البخارى: 12/ 275، 13/ 250، ومسلم: 1/ 52 من حديث أبى هريرة. انظر: الشريعة للآجرى ص: 120.
(3) انظر: قول الإمام أحمد في تارك الصلاة ص: 2/ 36.
(4) انظر: قول الإمام أحمد في تارك الصيام ص: 2/ 51.
(5) انظر: قول الإمام أحمد في مانع الزكاة ص: 2/ 48.
(6) انظر: قول الإمام أحمد في تارك المبانى الخمسة ص: 2/ 51.

الصفحة 66