كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

تعريف الجهمية للإيمان
قال أبو بكر الخلال:
6 - وأخبرنى محمد بن موسى «1» ومحمد بن على «2» أن حمدان بن على الوراق «3» حدثهم قال: سألت أحمد وذكر عنده المرجئة «4» فقلت له: إنهم يقولون: إذا عرف الرجل ربه بقلبه فهو مؤمن. فقال: المرجئة لا تقول هذا بل الجهمية «5» تقول بهذا «6». المرجئة تقول حتى يتكلم بلسانه (و إن لم تعمل جوارحه) «7». والجهمية تقول: إذا عرف ربه بقلبه وإن لم تعمل جوارحه، وهذا كفر، إبليس قد عرف ربه فقال: رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي «8» قلت:
فالمرجئة لم كانوا يجتهدون وهذا قولهم؟ قال: البلاء «9».
التعليق:
الجهمية: أتباع جهم بن صفوان الترمذي «10». وما ذكره الإمام أحمد عنهم فى تعريفهم للإيمان هو ما أجمع عليه الباحثون فى آراء الطوائف والفرق فالإيمان عند «جهم» وأتباعه عبارة عن شيء واحد وهو المعرفة وأنه لا يزيد ولا ينقص
___________
(1) هو: محمد بن موسى، أبو الفضل الوراق، قال عنه: أبو بكر الخلال: رجل جليل القدر كثير العلم. اه، توفى سنة مائتين وثلاث وثمانين. ت/ بغداد: 3/ 241.
(2) هو: محمد بن على بن شعيب، أبو بكر السمسار، سكت عنه الخطيب. ت/ بغداد: 3/ 66.
(3) هو: محمد بن على المعروف بحمدان. كان فاضلا ثقة. ت/ بغداد: 3/ 61.
(4) سيأتى تعريف شامل بالمرجئة وفرقها عند الكلام عن الفرق ص: 2/ 362.
(5) سيأتى تعريف بالجهمية ومعتقداتها عند الكلام عن الفرق ص: 2/ 368.
(6) إلى هنا أخرجه ابن أبى يعلى بسنده من طريق آخر عن حمدان به. طبقات الحنابلة: 1/ 303.
(7) فى الأصل «و تعمل جوارحه». والظاهر- واللّه أعلم- أن هنالك سقطا وهو ما أثبته إذ إنه لا يوجد في المرجئة من يقول بهذا.
(8) سورة الحجر/ 39 ..
(9) السنة: (ق: 94).
(10) قال عنه الذهبى: الضال المبتدع رأس الجهمية هلك في زمان صغار التابعين وما علمته روى شيئا لكنه زرع شرا عظيما. ميزان الاعتدال: 1/ 426.

الصفحة 73