كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 1)

الإيمان «1». ونقل ابن تيمية عن بعضهم موافقتهم للسلف فى الإيمان «2» إلا أن القول الأول هو المشهور عنهم قال الإيجي موضحا مذهبهم: «اعلم أن الإيمان في اللغة هو التصديق قال تعالى حكاية عن إخوة يوسف: وما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا «3» أى بمصدق وقال عليه السلام «الإيمان أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله» «4» أى تصدق. وأما فى الشرع، وهو متعلق ما ذكرنا من الأحكام فهو عندنا وعليه أكثر الأئمة- كالقاضى والأستاذ- التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة، تفصيلا فيما علم تفصيلا وإجمالا فيما علم إجمالا «5». اه.
أما الماتريدية: فهم أتباع أبى منصور الماتريدى «6». ومذهبهم فى الإيمان موافق لمذهب الأشاعرة «7».
وبهذا الإيضاح الموجز لمذهب كل من الأشاعرة والماتريدية فى الإيمان يتضح أن هناك فرقا بين ما ذهبوا إليه وبين مذهب الجهمية السابق. فالتصديق عند الأشاعرة والماتريدية يدخل فيه عمل القلب كالإيمان باللّه والملائكة والكتب والرسل كما تقدم، بخلاف الجهمية الذين جعلوا الإيمان المعرفة باللّه فقط والكفر الجهل به.
___________
(1) انظر: محفة المريد شرح جوهرة التوحيد ص: 62، أصول الدين للبغدادى ص: 266، التمهيد للباقلانى ص: 346.
(2) انظر: مجموع الفتاوى: 7/ 143، العقيدة النظامية ص: 62.
(3) سورة يوسف 17.
(4) هذا جزء من حديث جبريل المشهور والّذي أخرجه مسلم: 1/ 157 من حديث عمر بن الخطاب والبخارى من حديث أبى هريرة 1/ 114.
(5) المواقف ص: 384.
(6) هو محمد بن محمد بن محمود من أئمة علماء الكلام، له مؤلفات منها: تأويلات أهل السنة، والتوحيد وهما مطبوعان. شاعت آراؤه في البلاد التى ساد فيا المذهب الحنفى ومذهبه أقرب إلى مذهب الأشاعرة. انظر: الفوائد البهية فى تراجم الحنفية ص: 195.
(7) انظر: شرح العقيدة الطحاوية ص: 373 - 374.

الصفحة 75