كتاب التيسير في أحاديث التفسير (اسم الجزء: 1)
الربع الأول من الحزب الأول
في المصحف الكريم (ت)
واليوم نتحدث في مدخل هذه الحصة بكلمة عامة عن سورة الفاتحة وسورة البقرة، ثم نتبع الكلمة العامة بإلقاء نظرة خاصة على الموضوع الرئيسي الذي عالجته الآيات البينات الواردة في هذا الربع الأول، من أول حزب في المصحف الكريم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أما (سورة الفاتحة) فقد أطلق عليها هذا الاسم لاعتبارات متعددة، أولا أنها سورة تفتتح بها كتابة المصحف الكريم، ثانيا أنها أول سورة تفتتح بها قراءة القرآن العظيم، ثالثا أنها أول ما يتلوه المصلي في صلاته فرضا كانت أم نفلا، وهو يرددها كل يوم وليلة سبع عشرة مرة في صلواته المفروضة.
ثم إنها بالنسبة لكتاب الله كبراعة الاستهلال بالنسبة لغيره، إذ كل كلمة من كلماتها، وكل آية من آياتها، تشير من قريب أو بعيد، إلى جملة محتويات القرآن الكريم، ومقاصده المتعددة، وموضوعاته المتنوعة، بما فيها من عقائد وعبادات، وشرائع وأخلاق، وما يتصل بحياة الإنسان في مبدئه ومعاده، في دنياه وآخرته على السواء، ولهذه المعاني - والله أعلم - أطلق عليها أيضا في الحديث النبوي الشريف (أم القرآن)، و (أم الكتاب)، كما جاء في حديث
الصفحة 19
400