كتاب التيسير في أحاديث التفسير (اسم الجزء: 1)

الربع الأول من الحزب العاشر
في المصحف الكريم (ت)
عباد الله
تتناول حصة هذا اليوم الربع الأول من الحزب العاشر في المصحف الكريم، وبدايته قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} ونهايته قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يتوالى الحديث في هذا الربع عن الجهاد في سبيل الله، وعن بيان الظروف التي يسوغ فيها أولا يسوغ.

فمن ذلك أن طائفة كانت قد أظهرت الإسلام بمكة قبل الهجرة، فلما جاء وقت الهجرة وهاجر الرسول ومن معه بقيت هذه الطائفة مستقرة بمكة مع المشركين، دون أن تلحق بالنبي المهاجر، وذات يوم خرجت تطلب حاجة لها خارج مكة على أن تعود إليها ولا تهاجر، مطمئنة إلى أن أصحاب محمد إن لقوها فليس عليها منهم بأس، على حد تعبيرها الخاص، فبلغ خبر خروجها إلى المؤمنين من المهاجرين والأنصار، وانقسم الرأي العام بالمدينة في شأن هذه الطائفة، فمن قائل: يجب التعرض لهؤلاء الجبناء وقتلهم،

الصفحة 363