كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 1)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ذَا النُّونِ , رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، عَنِ الصُّوفِيِّ فَقَالَ: «§مَنْ إِذَا نَطَقَ أَبَانَ نُطْقُهُ عَنِ الْحَقَائِقِ، وَإِنْ سَكَتَ نَطَقَتْ عَنْهُ الْجَوَارِحُ بِقَطْعِ الْعَلَائِقِ»
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ازْدِيَارُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمُزَيَّنُ: «§التَّصَوُّفُ قَمِيصٌ قَمَّصَهُ اللهُ أَقْوَامًا , فَإِنْ أُلْهِمُوا عَلَيْهِ الشُّكْرَ , وَإِلَّا كَانَ خَصْمَهُمْ فِي ذَلِكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»
وَسُئِلَ الْخَوَّاصُ عَنِ التَّصَوُّفِ فَقَالَ: «§اسْمٌ يُغَطَّى بِهِ عَنِ النَّاسِ، إِلَّا أَهْلَ الدِّرَايَةِ , وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»
سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ نَصْرَ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُثَاقِفِ يَقُولُ: سَأَلْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ التَّصَوُّفِ فَقَالَ: «§الْخُرُوجُ عَنْ كُلِّ خُلُقٍ دَنِيٍّ , وَالدُّخُولُ فِي كُلِّ خُلُقٍ سُنِّيٍّ»
وَسَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْفَرْغَانِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ: §مَا عَلَامَةُ الْعَارِفِ؟ فَقَالَ: «صَدْرُهُ مَشْرُوحٌ , وَقَلْبُهُ مَجْرُوحٌ , وَجِسْمُهُ مَطْرُوحٌ». قُلْتُ: هَذَا عَلَامَةُ الْعَارِفِ , فَمَنِ الْعَارِفُ؟ قَالَ: «الْعَارِفُ الَّذِي عَرَفَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ , وَعَرَفَ مُرَادَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَعَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللهُ , وَأَعْرَضَ عَمَّا نَهَى عَنْهُ اللهُ , وَدَعَا عِبَادَ اللهِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ». فَقُلْتُ: هَذَا الْعَارِفُ , فَمَنِ الصُّوفِيُّ؟
الصفحة 22