كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 1)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ، ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: " §تَخْرُجُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، قَالَ: فَتَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلْقَاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا مَعَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ، وَيَذْكُرُونَهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ، فَيَقُولُونَ: حَيَّاكُمُ اللهُ وَحَيَّا مَنْ مَعَكُمْ، فَتُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، قَالَ: فَيُشْرِقُ وَجْهُهُ، قَالَ: فَيَأْتِي الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَلِوَجْهِهِ بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ. قَالَ: وَأَمَّا الْآخَرُ فَتَخْرُجُ رُوحُهُ وَهِيَ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ فَتَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلْقَاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَنْ هَذَا مَعَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ، وَيَذْكُرُونَهُ بِأَسْوَأِ عَمَلِهِ، فَيَقُولُونَ: رُدُّوهُ فَمَا ظَلَمَهُ اللهُ شَيْئًا "، قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو مُوسَى: " {لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40] "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا أَبُو زُرْعَةَ ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عِيسَى بْنِ سِنَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ، قَالَ: " دَعَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِتْيَانَهُ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقَالَ: اذْهَبُوا وَاحْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَعْمِقُوا، فَجَاءُوا فَقَالُوا: قَدْ حَفَرْنَا وَأَوْسَعْنَا وَأَعْمَقْنَا، فَقَالَ: وَاللهِ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ، §إِمَّا لَيُوَسَّعَنَّ عَلَيَّ قَبْرِي حَتَّى تَكُونَ كُلُّ زَاوِيَةٍ مِنْهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، ثُمَّ لَيُفْتَحَنَّ لِي بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَلَأَنْظُرَنَّ إِلَى أَزْوَاجِي وَمَنَازِلِي وَمَا أَعَدَّ اللهُ تَعَالَى لِي مِنَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ لَأَكُونَنَّ أَهْدَى إِلَى مَنْزِلِي مِنِّي الْيَوْمَ إِلَى بَيْتِي، ثُمَّ لَيُصِيبُنِي مِنْ رِيحِهَا وَرَوْحِهَا حَتَّى -[263]- أُبْعَثَ. وَلَئِنْ كَانَتِ الْأُخْرَى، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْهَا، لَيُضَيَّقَنَّ عَلَيَّ قَبْرِي حَتَّى يَكُونَ فِي أَضْيَقِ مِنَ الْقَنَاةِ فِي الزَّجِّ، ثُمَّ لَيُفْتَحَنَّ لِي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ فَلَأَنْظُرَنَّ إِلَى سَلَاسِلِي وَأَغْلَالِي وَقُرَنَائِي، ثُمَّ لَأَكُونَنَّ إِلَى مِقْعَدِي مِنْ جَهَنَّمَ أَهْدَى مِنِّي الْيَوْمَ إِلَى بَيْتِي، ثُمَّ لَيُصِيبُنِي مِنْ سَمُومِهَا وَحَمِيمِهَا حَتَّى أُبْعَثَ " رَوَاهُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ بَعْضِ حَفَدَةِ أَبِي مُوسَى، عَنِ أَبِي مُوسَى مِثْلَهُ

الصفحة 262