كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 1)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حِمْدَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا وَكِيعٌ، ثَنَا هِشَامٌ الدِّسْتَوَائِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، §قَرَأَ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [المطففين: 1] حَتَّى بَلَغَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: فَبَكَى حَتَّى خَرَّ وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَةِ مَا بَعْدَهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا الْبَرَاءِ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ يَقُولُ: §مَا قَرَأَ ابْنُ عُمَرَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ قَطُّ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إِلَّا بَكَى {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} [البقرة: 284] الْآيَةَ ثُمَّ يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا لَإِحْصَاءٌ شَدِيدٌ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي بَهْزٌ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه §يَقْرَأُ فِي صَلَاتِهِ فيمر بِالْآيَةِ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ فَيَقِفُ عِنْدَهَا فَيَدْعُو وَيَسْتَجِيرُ بِاللهِ مِنْهَا»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيعٍ، وَيَعْقُوبُ، قَالَا: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عِنْدَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ §يَقُصُّ وَعَيْنَاهُ تُهِرِقَانِ دُمُوعًا»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شِبْلٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ §إِذَا قَرَأَ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} [الحديد: 16] بَكَى حَتَّى يَغْلِبَهُ الْبُكَاءُ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ، ثَنَا مُوسَى بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْجَهْمِ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: «§مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، أَبَّرَهَا قُلُوبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صلّى الله -[306]- عليه وسلم وَنَقْلِ دِينِهِ، فَتَشَبَّهُوا بِأَخْلَاقِهِمْ وَطَرَائِقِهِمْ فَهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ» وَاللهِ رَبِّ الْكَعْبَةِ. يَا ابْنَ آدَمَ، صَاحِبِ الدُّنْيَا بِبَدَنِكَ، وَفَارِقْهَا بِقَلْبِكَ وَهَمِّكَ، فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ عَلَى عَمَلِكَ، فَخُذْ مِمَّا فِي يَدَيْكَ لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ عِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَيْرُ "
الصفحة 305