كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 1)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «أَقْبَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمًا §فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُقْرِئُ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ عَلَى بَطْنِهِ فَصِيلٌ مِنْ حَجَرٍ يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ مِنَ الْجُوعِ» كَانَ شُغْلُهُمْ تَفَهُّمَ الْكِتَابِ وَتَعَلُّمَهُ، وَنَهَمَتُهُمُ التَّرَنُّمَ بِالْخِطَابِ وَتَرَدُّدَهُ، شَاهِدُ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَاهُ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْوَادِعِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: " أَتَى عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ ضَعَفَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَرَجُلٌ يَقْرَأُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ وَيَدْعُو لَنَا، مَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِفُ أَحَدًا مِنْهُمْ، وَإِنَّ بَعْضَهُمْ لَيَتَوَارَى مِنْ بَعْضٍ مِنَ الْعُرْيِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ - فَأَدَارَهَا شِبْهَ الْحَلْقَةِ - فَاسْتَدَارَتْ لَهُ الْحَلْقَةُ، فَقَالَ: «بِمَ كُنْتُمْ تُرَاجِعُونَ؟» قَالُوا: §هَذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ وَيَدْعُو لَنَا، قَالَ: «فَعُودُوا لِمَا كُنْتُمْ فِيهِ»
ثُمَّ قَالَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِنْ أُمِرْتُ أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِي مَعَهُمْ»
ثُمَّ قَالَ: «§لِيَبْشِرْ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْفَوْزِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِمِقْدَارِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ يُنَعَّمُونَ، وَهَؤُلَاءِ يُحَاسَبُونَ». رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. وَرَوَاهُ جَعْفَرٌ أَيْضًا، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ مُرْسَلًا
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَسَارٌ، ثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، ثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ: " كَانَ سَلْمَانُ فِي عِصَابَةٍ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَفُّوا، فَقَالَ: «مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ؟» فَقُلْنَا: نَذْكُرُ اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «قُولُوا، فَإِنِّي رَأَيْتُ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ عَلَيْكُمْ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَارِكَكُمْ فِيهَا»، ثُمَّ

الصفحة 342