كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 1)
§سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَذَكَرَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِهِ: فِينَا نَزَلَتْ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: 52]، الْآيَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ فِي السَّابِقِينَ الْمُهَاجِرِينَ، يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ بِالْعَقِيقِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، حَتَّى §يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ - أَوْ حَسَبَ ذَلِكَ - فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، سَمِعَهُ يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ، سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْحَفِيَّ»
§سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَذَكَرَ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ جُذَيْمٍ الْجُمَحِيَّ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ، حَكَاهُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ، وَأَنَّهُ لَا يُعْلَمُ لَهُ دَارًا بِالْمَدِينَةِ. تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لِحَالِهِ وَتَجَرُّدِهِ عَنِ الدُّنْيَا، وَإِيثَارِهِ الْفَقْرَ فِي جُمْلَةِ الْمُهَاجِرِينَ
§سَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَذَكَرَ سَفِينَةَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ، حَكَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، أَعْتَقَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى أَنْ يَخْدُمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ، فَخَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَكَانَ بِهِمْ خَلِيطًا، وَلَهُمْ أَلِيفًا.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا -[369]- عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: اشْتَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ وَأَعْتَقَتْنِي وَاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عِشْتُ، فَقُلْتُ: «أَنَا §مَا أُحِبُّ أَنْ أُفَارِقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عِشْتُ»
الصفحة 368