كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

ومن جيّد الشعر فى العتاب أبيات أنس بن زنيم الهذلى (¬1)، وقد وفد على عمر بن عبيد الله (¬2) بن معمر التّيمىّ، فى جماعة من الشعراء، فصدّه الحاجب عن الدخول لخماشة (¬3) كانت بينهما، وأذن لغيره، فلمّا طال حجابه كتب إليه (¬4):
لقد كنت أسعى فى هواك وأبتغى … رضاك وأرجو منك ما لست لاقيا
حفاظا وإمساكا لما كان بيننا … لتجزينى يوما فما كنت جازيا
أرانى إذا ما شمت منك سحابة … لتمطرنى عادت عجاجا وسافيا (¬5)
إذا قلت نالتنى سماؤك يا منت … شآبيبها أو أثجمت عن شماليا (¬6)
وأدليت دلوى فى دلاء كثيرة … فأبن ملاء غير دلوى كما هيا
¬_________
= نبوة وتغيّرا. ونسبهما ابن خلكان لإبراهيم بن العباس الصولىّ، قالهما فى محمد بن عبد الملك الزيات. وفيات الأعيان 4/ 185، وهما فى ديوان الصولى (الطرائف الأدبية) ص 158، وانظر حواشى الحماسة الشجرية.
(¬1) هكذا يذكر ابن الشجرى هنا، وفى حماسته 1/ 279 أن أنس بن زنيم هذلى، ولم يذكر أحد ممن ترجمه أنه هذلى، وكلهم أجمعوا على أنه دؤلىّ، من بنى الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وأنس هذا من الشعراء الصحابة. انظر ترجمته فى أسد الغابة 1/ 147، وجمهرة الأنساب لابن حزم ص 184، والحيوان 5/ 255، وخزانة الأدب 2/ 121، والمؤتلف والمختلف ص 70، والشعر والشعراء ص 737. ويبقى بعد ذلك أنى لم أجد له ذكرا ولا شعرا فى شرح أشعار الهذليين.
(¬2) فى الأصل، والموضع السابق من الحماسة الشجرية «عبد الله» وأثبتّ ما فى هـ‍، ومثله فى المحبر ص 66،151، والمعارف ص 234 - وانظر فهارسه-والعقد الفريد 4/ 47، والمردفات من قريش (نوادر المخطوطات 1/ 71).
(¬3) الخماشة-بضم الخاء المعجمة-هى من الجنايات: كل ما كان دون القتل والدية، من قطع أو جرح أو ضرب أو نهب، ونحو ذلك من أنواع الأذى.
(¬4) الأبيات فى الموضع السابق من الحماسة الشجرية، والحماسة البصرية 2/ 24، لأنس بن زنيم، ونسبها صاحب الأغانى 13/ 84 للمغيرة بن حبناء، وهى فى طبقات ابن المعتز ص 156 لنصيب الأصغر، أبى الحجناء، وأورد ابن المعتز فيها هذا البيت السّيّار: كلانا غنىّ عن أخيه حيائه ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا وانظر له شرح شواهد المغنى ص 189، وشرح أبياته 4/ 270.
(¬5) شام السحابة: نظر إليها أين تمطر. والعجاج: الغبار. والسّافى: الريح التى تسفى التراب، أو هو التراب نفسه.
(¬6) بحاشية الأصل: «ويروى: واثعنجرت» وسيأتى فى شرح المصنف.

الصفحة 11