كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

وقالوا لمصعب بن الزبير (¬1) وابنه المصعبان، وقالوا لعبد الله بن الزّبير وأخيه مصعب: الخبيبان، وكان عبد الله يكنى أبا خبيب، قال الراجز (¬2):
قدنى من نصر الخبيبين قدى
وقد أفرد صاحب (إصلاح المنطق) لهذا الضرب (¬3) بابا.
كان لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (¬4) من شعراء الجاهلية وأدرك الإسلام فحسن إسلامه، وترك قول الشعر فى الإسلام، وسأله عمر بن الخطاب رضوان الله عليه فى خلافته، عن شعره واستنشده، فقرأ سورة البقرة، فقال: إنما سألتك عن شعرك، فقال: ما كنت لأقول بيتا من الشّعر بعد إذ علّمنى الله البقرة وآل عمران، فأعجب عمر قوله، وكان عطاؤه ألفين فزاده خمسمائة، وعاش إلى بعض أيام معاوية، وكان عطاؤه بالكوفة، وكتب معاوية إلى زياد بأن المال قد قلّ وكثر أهل العطاء، فانقص من أعطيات أهل الشرف خمسمائة [خمسمائة (¬5)] فنقصهم زياد عند أخذهم للعطاء رجلا رجلا، حتى انتهى إلى لبيد، فقال (¬6) له: هذان الخرجان يا أبا عقيل فما هذه العلاوة (¬7)؟ فقال له لبيد: أمضها لا أبا لك، فعن قليل ما يرجع إليك الخرجان والعلاوة، فاستحيا منه زياد لسنّه
¬_________
(¬1) اسمه عيسى. راجع تاريخ الطبرى 6/ 158 (حوادث سنة 71)، واللسان (صعب) وزاد قولا آخر أن المراد بالمصعبين: مصعب بن الزبير وأخوه عبد الله.
(¬2) هو حميد الأرقط، وقيل غيره. الكتاب 2/ 371، واستقصيت تخريجه فى كتاب الشعر ص 155، وقد أعاده ابن الشجرى فى المجلس التاسع والخمسين.
(¬3) إصلاح المنطق ص 400، وترجم له بباب الاسمين يغلّب أحدهما على صاحبه لشهرته أو لخفّته.
(¬4) بقية نسبه فى الأغانى 15/ 361، وترجمة لبيد فى غير كتاب. انظر الشعر والشعراء 1/ 274، وحواشيه.
(¬5) ليس فى هـ‍.
(¬6) الذى فى الأغانى والشعر والشعراء أن القائل هو معاوية.
(¬7) العلاوة-بكسر العين-ما عولى فوق الحمل وزيد عليه. النهاية 3/ 295.

الصفحة 20