كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

إذا جاء يتهدّد. وهذا الحرف مما شذ عن [قياس (¬1)] نظائره، وكان حقّه أن تصير واوه إلى الياء كما صارت إلى (¬2) الياء فى قولهم: ملهيان ومغزيان، لأن الواو متى وقع فى هذا النحو طرفا رابعا فصاعدا استحق الانقلاب إلى الياء، حملا على انقلابه فى الفعل فى نحو يلهى ويغزى، وإنما انقلبت الواو ياء فى قولك: ملهيان ومغزيان وإن لم تكن طرفا، لأنّها فى تقدير الطّرف، من حيث كان حرف التثنية لا يحصّن ما اتّصل به، لأن دخوله كخروجه، وصحّت الواو فى المذروين؛ لأنّهم بنوه على التثنية، فلم يفردوا فيقولوا مذرى (¬3)، كما قالوا: ملهى، فصحّت لذلك، كما صحّت الواو والياء فى العلاوة والنّهاية، فلم يقلبا إلى الهمزة، لأنهم بنوا الاسمين على التأنيث، وكما صحّت الياء فى الثّنايين من قولهم: عقلته بثنايين: إذا عقلت يديه جميعا بطرفى حبل، لأنهم صاغوه مثنّى، ولو أنهم تكلّموا بواحده لقالوا: ثناء، مهموز كرداء، ولقالوا فى تثنيته: ثناءان وثناءين، كرداءين.
وقوله: «متى ما تلقنى خلوين» نصب «خلوين» على الحال من الفاعل والمفعول، أراد خاليين، ويروى، برزين: أى بارزين، ومثله الحال من ضمير الاثنين المستتر فى الظّرف من قوله عز وجل: {فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النّارِ خالِدَيْنِ} (¬4).
والرّانفة: طرف الألية الذى يلى الأرض إذا كان الإنسان قائما. وأما الألية
¬_________
(¬1) ليس فى هـ‍.
(¬2) هكذا جاءت العبارة فى الأصل، وفيما نقله البغدادى عن ابن الشجرى. وجاء فى هـ‍: كما صارت إليها فى قولهم. . .
(¬3) انظر هذه المسألة والتى بعدها: (مذروان-عقلته بثنايين) فى كتاب الشعر ص 119، وحواشيه، والكامل ص 133، والمقتضب 1/ 191، والمخصص 15/ 114، وليس فى كلام العرب ص 266، 334، وشرح الحماسة ص 1191، وشرح الرضىّ على الكافية 3/ 359.
(¬4) سورة الحشر 17.

الصفحة 27