كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

فقال أبو علىّ الحسن بن أحمد الفارسىّ رحمه الله: قد جاء (¬1) من المؤنّث بالياء حرفان، لم يلحق فى تثنيتهما التاء وذلك قولهم: خصيان وأليان، فإذا أفردوا قالوا: خصية وألية، وأنشد أبو زيد (¬2):
ترتجّ ألياه ارتجاج الوطب
وأنشد سيبويه (¬3):
كأنّ خصييه من التّدلدل … ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل
انتهى كلامه (¬4). وقد جاءت فى قوله-: «روانف أليتيك» تاء التأنيث، كما ترى، /فالعرب إذا مختلفة فى ذلك.
¬_________
(¬1) عبارة أبى علىّ فى التكملة ص 118 «وقد جاء حرفان لم يلحق. . .».
(¬2) فى نوادره ص 130، وانظره فى التكملة، والمقتضب 3/ 41، وأدب الكاتب ص 410، والمنصف 2/ 131، والمقرب 2/ 45، وشرح الجمل 1/ 140، والخزانة 3/ 360، واللسان (ألا-خصا) وأنشده ابن سيده فى المخصص 16/ 98، عن أبى علىّ.
(¬3) الكتاب 3/ 569،624، والمقتضب 2/ 156، وإصلاح المنطق ص 168، والتكملة والمنصف المواضع السابقة-والمخصص 12/ 110،13/ 196،16/ 98، وشرح الحماسة ص 1847، والمقرب 1/ 305،2/ 45، وشرح الجمل 1/ 140،276،2/ 29، وما يجوز للشاعر فى الضرورة ص 184، وهمع الهوامع 1/ 253، والخزانة، الموضع السابق، واللسان (ثنى-خصا). والبيتان ينسبان لخطام المجاشعى، ولجندل بن المثنى، ولسلمى الهذلية، ولشمّاء الهذلية. راجع الدرر اللوامع 1/ 209، ومعجم الشواهد ص 524.
(¬4) الذى حكاه الرضىّ عن أبى على الفارسىّ، يدلّ على أنه يجوز أن يقال: «أليتان وخصيتان» بتاء التأنيث، وأن حذف التاء منهما إنما يجيء فى ضرورات الشعر، كما فى الشاهدين السابقين، وقد نبه البغدادىّ على ذلك. انظر شرح الكافية 2/ 176، والخزانة 3/ 359. والمسألة محررة فى المراجع التى ذكرتها فى تخريج الشاهدين. وجاء بهامش الأصل «جاء من كلام العرب أيضا التاء فى تثنية خصية. أنشد العلامة إمام النحاة ابن مالك فى شرح التسهيل، لطفيل الغنوى: فإنّ الفحل تنزع خصيتاه فيضحى جافرا قرح العجان انتهى. فبطل بهذا وبقول عنترة: «أليتيك» قول الفارسىّ من أن العرب لا تثبت فى تثنية هاتين الكلمتين التاء. ثم قول الفارسى «فإذا أفردوا قالوا خصية وألية» يوهم أنهم لم يقولوا غير ذلك. وقد نقل ابن مالك أنهم قالوا: ألى وخصى، بمعنى ألية وخصية. انتهى من خط تلميذ ابن هشام». قلت: لم أجد هذا البيت فى ديوان طفيل الغنوى، المطبوع، وهو ليزيد بن الصعق، فى اللسان (خصا).

الصفحة 28