كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

قد روى [ونأخذ (¬1)] جزما بالعطف على جواب الشرط، ويروى: «ونأخذ»، رفعا على الاستئناف، ويروى: «ونأخذ»، نصبا على الجواب، ومثله الجواب بالفاء بعد الشرط والجزاء فى قول الله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ} (¬2) الاختلاف فى «فيغفر» كالاختلاف فى «ونأخذ» قرأه ابن كثير (¬3)، ونافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائى، جزما بالعطف على «يحاسبكم» وقرأ عاصم وابن عامر، رفعا على الاستئناف، ويروى (¬4) نصبه على الجواب عن ابن عباس (¬5) رضى الله عنه، وإنما نصبوا الجواب بعد جملة الشرط والجزاء، لأن الجزاء متعلّق بالشرط، يقع بوقوعه ويمتنع بامتناعه، فأشبه النفى.
والأشاجع: عروق ظاهر الكفّ، واحدها: أشجع، وبه سمّى الرجل، وهو قبل التسمية مصروف كما ينصرف أفكل، ويقال: رجل عارى الأشاجع: إذا كان قليل لحم الكفّ.
وقوله: «حسام كالعقيقة فهو كمعى» العقيقة: الشّقّة من البرق، وهى ما انعقّ منه، وانعقاقه: تشقّقه. والكمع، والكميع: الضّجيع، وجاء فى الحديث- النّهى عن المكامعة والمكاعمة-والمكامعة: أن يضطجع الرجلان فى ثوب واحد ليس بينهما حاجز، والمكاعمة: أن يقبّل الرجل الرجل على (¬6) فيه.
وقوله: «لا أفلّ ولا فطارا»: أى لا فلّ فيه ولا فطر، والفلّ: الثّلم، والفطر:
الشّقّ.
¬_________
(¬1) زيادة من الخزانة 3/ 360، حكاية عن ابن الشجرى.
(¬2) سورة البقرة 284.
(¬3) السبعة ص 195، وإرشاد المبتدى ص 253.
(¬4) فى هـ‍: وروى.
(¬5) وتروى هذه القراءة أيضا عن الأعرج وأبى حيوة. إعراب القرآن للنحاس 1/ 304، ومشكل إعراب القرآن 1/ 121، والبحر 2/ 360. وانظر الإشارة إلى هذه القراءة فى الكتاب 3/ 90.
(¬6) مأخوذ من كعام البعير، وهو أن يشدّ فمه إذا هاج، وكلّ مشدود الفم: مكعوم. ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث 1/ 171.

الصفحة 30