كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

أحدهما أنّ الحال لا تقع معترضة، والثانى أنّ قوله: «والله يكلؤها» دعاء، وجملة الدعاء لا تقع حالا، وقد جاء الدعاء بالفعل مع هذه الواو فى قول أبى محلّم الشّيبانىّ:
إنّ الثّمانين وبلّغتها … قد أحوجت سمعى إلى ترجمان (¬1)
فقوله: «ولك السابقات» اعتراض بين «تأذن» ومفعوله.
وفى قوله: «أجرّبه» حذفان، لأنّ الأصل: فى أن أجرّبه، فحذف الجارّ، وحذف «أن» فارتفع الفعل، ولو نصبته بتقدير «أن» لجاز على المذهب الكوفى (¬2).
وقوله: «لك» اللام لام المفعول من أجله، والتقدير: أجرّبه لاختبارك [أى لاختبارك (¬3)] إياه، فحذف المضاف، وفى التنزيل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (¬4) ولو قيل: ألم نشرح صدرك، اكتفى الكلام، ولكن جيء بك على معنى: لهدايتك.
وقوله يخاطب سيف الدّولة (¬5):
إذا الجود أعط الناس ما أنت مالك … ولا تعطينّ الناس ما أنا قائل
فيه قولان [أحدهما (¬6)] قال أبو الفتح: أى لا تعط الناس أشعارى فيفسدوها بسلخ معانيها. وقال المعرّى: يقول: أعط الناس مالك، ولا تعطهم شعرى، أى لا تجعلهم فى طبقتى فتقل للشاعر: أنت مثل فلان، وشعرك مثل شعره.
¬_________
(¬1) هذا بيت دائر فى كتب العربية، انظره فى أمالى القالى 1/ 50، ورسالة الغفران ص 542، ومعجم الأدباء 16/ 143، والمغنى ص 434،442، وشرح شواهده ص 278، وشرح أبياته 6/ 199، وغير ذلك كثير. وأبو محلّم: هو عوف بن محلّم.
(¬2) راجع كتاب الشعر ص 404،522.
(¬3) ليس فى هـ‍.
(¬4) أول سورة الشرح. وقد تكلّم عليها المصنف بأوسع مما هنا فى المجلس السادس والسبعين.
(¬5) ديوانه 3/ 117.
(¬6) ليس فى هـ‍.

الصفحة 329