كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

وإنما قال: «جديلة طيّىء» فخصّ، لأنّ الجدائل ثلاثة: جديلة طيّىء فى قحطان، وهو جديلة بن خارجة بن سعد العشيرة بن مذحج، وفى مضر:
جديلة، قال أبو عبيدة: هم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار، وفى ربيعة: جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

/ ممّا أنكر على أبى الطيّب
تشديد النون من «لدن» فى قوله (¬1):
فأرحام شعر يتّصلن لدنّه … وأرحام مال ما تنى تتقطّع
وقيل: إنّ هذا غير معروف فى لغة العرب، وقال أبو الفتح: قوله: «لدنّه» فيه قبح وبشاعة، لأنّ النون إنما تشدّد إذا كان بعدها نون، نحو لدنّى ولدنّا، كما قال جلّ ثناؤه: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} (¬2) {وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا عِلْماً} (¬3) وأقرب ما يصرف هذا إليه أن يقال: شبّه بعض الضمير ببعض ضرورة، فكما قال:
لدنّى، قال: لدنّه، فحمل أحد الضميرين على صاحبه، وإن لم يكن فى الهاء ما يوجب الإدغام من زيادة نون قبلها، كما قالوا: يعد، فحذفوا الواو، لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم قالوا: أعد وتعد ونعد، فحذفوا الواو، وإن لم يكن هناك ما يجب له حذفها، قال: ويجوز أن يكون ثقّل النون ضرورة، لا لمصاحبتها الضمير، كما قالوا فى القطن: القطنّ، وفى الجبن: الجبنّ، وأنشد أبو زيد:
مثل الجمان جال فى سلكنّه (¬4)
زاد نونا شديدة.
¬_________
(¬1) ديوانه 2/ 240، بالشرح المنسوب للعكبرى، وبشرح الواحدى ص 44، والوساطة ص 450.
(¬2) سورة الكهف 76.
(¬3) سورة الكهف 65.
(¬4) النوادر ص 262، ضمن أبيات نسبها المفضل لرجل من الأشعريّين يكنّى أبا الخصيب، وأنشدها أبو علىّ فى البغداديات ص 425، وعنه ابن جنى فى الخصائص 1/ 331،3/ 168.

الصفحة 335