كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

وقال آخر:
إنّ شكلى وإنّ شكلك شتّى … فالزمى الخصّ واخفضى تبيضّضى (¬1)
فزاد ضادا، وقال سحيم العبد (¬2):
وما دمية من دمى ميسنا … ن معجبة نظرا واتّصافا
قالوا: أراد ميسان، فزاد النون، وقال الأسدىّ (¬3):
وجاشت من جبال السّغد نفسى … وجاشت من جبال خُوارَرَزْمِ
أراد خُوارَزْم، فغيّرها.
واحتجّ لأبى الطيّب غير أبى الفتح، فيما ذكره القاضى أبو الحسن علىّ بن عبد العزيز الجرجانىّ (¬4)، فقال: إن العلّة فى جواز هذه الزيادة أن الهاء لمّا كانت خفيّة (¬5) وكانت النون ساكنة، ومن حقّ النون الساكنة أن تبيّن عند حروف الحلق، حسن تشديدها، لتظهر ظهورا شافيا، فهذه علّة قريبة قد يحتمل للشاعر تغيير الكلام لأجلها، ويؤكّد ذلك أن النون أقرب الحروف إلى حرفى العلّة، الياء والواو، وأكثرها شبها بهما ومناسبة لهما، لأنها تدغم فيهما، وزيدت ثالثة ساكنة، فى نحو جحنفل (¬6)، كما
¬_________
(¬1) البيت من غير نسبة فى تأويل مشكل القرآن ص 305، وتفسير الطبرى 1/ 214، وسر صناعة الإعراب ص 214، والوساطة ص 452، وضرائر الشعر ص 55، واللسان (جدب-بيض-خفض) والشطر الثانى فى (حوا).
(¬2) ديوانه ص 43، والخصائص 1/ 282،2/ 437، وسرّ صناعة الإعراب ص 147، وضرائر الشعر ص 241، واللسان (ميس-وصف). والبيت من غير نسبة فى معجم ما استعجم ص 1284. وميسان: من قرى الشام.
(¬3) هو شقيق بن سليك، شاعر إسلامى. والبيت من حماسية، انظرها فى شرح الحماسة للتبريزى 2/ 276، وللمرزوقى ص 779، والبيت الشاهد فى سر صناعة الإعراب ص 192، والمعرب ص 181، 245، ومعجم البلدان 2/ 481 (خوارزم)، و 3/ 95 (السغد)، واللسان (رزم). ويروى: خواءرزم.
(¬4) الوساطة ص 455، بتصرف.
(¬5) فى شرح ديوان المتنبى: «خفيفة»، وجاءت العبارة مضطربة فى الوساطة هكذا: أنّ النون كما كانت خفيفة وكانت ساكنة. . .
(¬6) الجحنفل: العظيم من كلّ شيء. شرح أبنية سيبويه ص 60.

الصفحة 336