كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

زيدت حروف العلّة بهذا الوصف، فى نحو: فدوكس (¬1) وسميدع وعذافر، وتبدل منها الألف فى الوقف، إذا كانت خفيفة، فى نحو: اضربا، وجعلت إعرابا فى الأمثلة الخمسة، تفعلان ويفعلان وتفعلون ويفعلون وتفعلين، كما جعلا إعرابا فى التثنية والجمع الذى على حدّها، وتحذف إذا كانت ساكنة لالتقاء الساكنين، فى نحو:
اضرب الغلام، بفتح الباء، فلما حلّت من مناسبتهنّ هذا المحلّ، احتملت ما يحتملنه من الزيادة، وحروف العلة أوسع الحروف تصرّفا، ولذلك استجازوا زيادة الياء فى الصّياريف، والواو فى فأنظور، والألف فى منتزاح. انتهى كلامه، أراد زيادة الياء فى الصّياريف من قول القائل (¬2):
تنفى يداها الحصى فى كلّ هاجرة … نفى الدّراهيم تنقاد الصّياريف
وزيادة الواو فى: فأنظر، من قول الآخر:
من حيث ما سلكوا أدنو فأنظور (¬3)
وزيادة الألف فى: منتزح من قول الآخر (¬4):
¬_________
(¬1) الفدوكس: الشديد، وقيل: هو الغليظ الجافى. والسّميدع: السيّد، ذكرهما ابن الشجرى فى المجلس السادس والخمسين. ويقال: جمل عذافر، أى ضخم شديد.
(¬2) الفرزدق. وسبق تخريجه فى المجلس الحادى والعشرين.
(¬3) قبله: الله يعلم أنّا فى تلفّتنا يوم الفراق إلى أحبابنا صور وأننى حوثما يثنى الهوى بصرى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وصور: جمع أصور، وهو المائل العنق. وحوثما: لغة فى حيثما. وقائله مجهول. ونسب فى بعض الكتب خطأ إلى ابن هرمة. وهو اشتباه وخلط، لعلّ الذى أوقع فيه أن لابن هرمة بيتا-وهو الشاهد الآتى-فى هذه الظاهرة الصوتية، وهى إشباع الحركة فيتولّد عنها الحرف. راجع الخصائص 1/ 42، والمحتسب 1/ 259، وسرّ صناعة الإعراب 1/ 30، والصاحبى ص 30، والإنصاف ص 24، والفصول الخمسون ص 271، وما يجوز للشاعر فى الضرورة ص 96، وضرائر الشعر ص 35، والمغنى ص 407، والخزانة 1/ 121،7/ 7،8/ 220،373، واللسان (صور-شرى) وغير ذلك كثير، وأعاده ابن الشجرى فى المجلس المتمّ الستين.
(¬4) إبراهيم بن هرمة. وتقدم الكلام عليه فى المجلس الثامن عشر.

الصفحة 337