وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها … لكالهائم المقصى بكلّ مكان (¬1)
زاد اللام فى قوله: لكالهائم.
ولدن (¬2) من الظّروف التى لم تتمكّن، لغلبة الإبهام عليها، وفيه لغات: أولها لدن مثل عضد، والثانية لدن مثل عضد، والثالثة لدن مثل عضد، خفّفوه تارة بإسكان أوسطه، وتارة بنقل الحركة إلى أوله، وحرّكوا النون لالتقاء الساكنين، وخصّوها بالحركة التى كانت للدال.
والرابعة لد، بحذف النون، كما أنشد سيبويه: «من لد شولا» ووجه حذف النون فيما ذكره أبو علىّ (¬3)، أنهم حذفوها لالتقاء الساكنين، فى قولهم: لد الصّلاة، كما حذفوا التنوين من الأسماء الأعلام، فى نحو زيد بن فلان، ثم أجروا النون فى الحذف، ولم يلقها ساكن، مجراها فى الحذف لالتقاء الساكنين.
والخامسة لد، بحذف النون، بعد نقل الضمة إلى اللام.
والسادسة لد، بحذف النون وضم اللام، إتباعا لضمة الدال، وإنما يحذفون النون إذا أضافوه إلى المظهر، فإن أضافوه إلى المضمر ردوها، فقالوا: لدنك ولدنه ولدنّا.
والسابعة لدن بفتح الدال، وأصل هذه اللغة أنهم حذفوا النون بعد إسكان الدال
¬_________
(¬1) لم أجده فى ديوان كثير المطبوع فى بيروت، وكذلك لم أجده فى شعر المجنون الذى جمعه الأستاذ عبد الستار فراج رحمه الله. وهو من غير نسبة فى المنصف 3/ 52.
(¬2) أعاد ابن الشجرى الكلام على «لدن» فى المجلس التاسع والستين. وانظر حديث «لدن» فى الكتاب 1/ 210،3/ 505،4/ 233، وتأويل مشكل القرآن ص 563، والكشف عن وجوه القراءات 2/ 54، والمخصص 14/ 59، وشرح المفصل 4/ 101، والمساعد 1/ 532، والمغنى ص 168، والهمع 1/ 214، وشرح شواهد الشافية ص 161، واللسان (لدن). وانظر فهارس الخزانة 12/ 597،598، ورحم الله شيخنا عبد السلام هارون رحمة واسعة سابغة.
(¬3) الشيرازيات 19 ب،20 أ.