لا يصعب الأمر إلاّ ريث يركبه … وكلّ شيء سوى الفحشاء يأتمر
معنى لا يصعب الأمر: لا يجده صعبا، كقولهم: أحمدت الرجل، أى وجدته محمودا، وأبخلته: وجدته بخيلا، ومنه قول عمرو بن معديكرب لبنى الحارث بن كعب: «والله لقد قاتلناكم فما أجبنّاكم، وسألناكم فما أبخلناكم، وهاجيناكم فما أفحمناكم (¬1)» أى ما وجدناكم جبناء ولا بخلاء ولا مفحمين، وكذلك أصعبت الأمر:
وجدته صعبا.
والرّيث: الإبطاء، يقال: راث الخبر: أى أبطأ، يقول: لا يجد الأمر صعبا إلا وقت (¬2) [إبطاء] ركوبه إياه.
... /وسئلت عن قول سحيم عبد بنى الحسحاس (¬3):
جنونا بها فيما اعتشرنا علاقة … علاقة حبّ مستسرّا وباديا
فأجبت بأن «جنونا» نصب على المصدر، أى جننت جنونا، وقوله:
«علاقة» مفعول من أجله، والعلاقة، والعلق: الحبّ الشديد، ومن كلامهم:
«نظرة من ذى علق (¬4)» أى من ذى هوى قد علق بمن يهواه قلبه، قال الشاعر (¬5):
¬_________
= (ريث) 2/ 287، ووقع فيها تحريف فى ضبط البيت، فى الطبعة الأولى-وهى طبعة العثمانية-وفى الطبعة الثانية التى أشرفت عليها، ويغفر لى، إن شاء الله، فقد كان ذلك أول اشتغالى بالعلم. وقد وقع هذا التحريف أيضا فى اللسان (ريث)، وجاء به على الصواب فى (صعب). وقد ذكر الشيخ حمزة فتح الله القصيدة ونصّ على التحريف الواقع فى النهاية، ثم حكى عن ابن الشجرى ما أورده فى شرح البيت. انظر المواهب الفتحية 2/ 21، وانظر أيضا مختارات ابن الشجرى ص 38.
(¬1) سبق تخريجه فى المجلس الثانى والعشرين. وزد على ما هناك: تلخيص البيان ص 212.
(¬2) ساقط من هـ. وهو فى الأصل، والمواهب الفتحية، حكاية عن ابن الشجرى، كما أسلفت.
(¬3) ديوانه ص 17، وروايته: «اعتشرنا علالة» وسيشير إليها ابن الشجرى.
(¬4) المستقصى 2/ 368، واللسان (علق)، ومجمع الأمثال 2/ 332، وفيه: من ذى علقة.
(¬5) عدىّ بن زيد العبادىّ، والبيت فى ذيل ديوانه ص 147، وتخريجه فيه.