كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

أفردوا لم يقولوا: غدايا، ومثله فى الإتباع قول الآخر (¬1):
هتّاك أخبية ولاّج أبوبة … يخلط بالجدّ منه البرّ واللّينا
جمع الباب على أبوبة، لمكان أخبية، ولو أفرد لم يقل: أبوبة.
والأندية ليست بجمع ناد، لما قلنا من أن فاعلا (¬2) لا يجمع على أفعلة، ولكنها جمع نديّ، كرغيف وأرغفة، وهو مجلس القوم ومتحدّثهم، وفى التنزيل: {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} (¬3).
وقولها: «قوّال محكمة» أى قصيدة محكمة.
و «نقّاض مبرمة» أى قضية مبرمة، من قولهم: أبرمت الأمر: أى أحكمته، وأبرمت الحبل: إذا ضفرته فأجدت ضفره، وفى التنزيل: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنّا مُبْرِمُونَ} (¬4).
وقولها: «فرّاج مبهمة» أى خطّة مبهمة، والخطّة: الأمر الشاقّ، وكلّ أمر ملتبس خطّة، وإذا (¬5) بولغ فى وصفه بشدة الالتباس، قيل: خطّة عوصاء، والمبهم من الأمور والأبواب: الذى ما له مأتى، قال:
الفارجو باب الأمير المبهم (¬6)
¬_________
(¬1) تميم بن مقبل. وقيل: القلاخ بن جناب. والبيت مفرد فى ذيل ديوان تميم ص 406، وتخريجه فيه، وزد عليه المنصف 2/ 326، من غير نسبة.
(¬2) هذا هو القياس، ولكن «النادى» جمع سماعا على أندية. راجع اللسان، والمصباح (ندى)، وجمع أيضا على أنداء، فى حديث أبى سعيد الخدرىّ رضى الله عنه: «كنّا أنداء فخرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم». قال ابن الأثير: «الأنداء: جمع النادى، وهم القوم المجتمعون» النهاية 5/ 37.
(¬3) سورة مريم 73.
(¬4) سورة الزخرف 79.
(¬5) فى هـ‍: وإن.
(¬6) نسبه سيبويه فى الكتاب 1/ 185، لرجل من بنى ضبّة، وهو من غير نسبة فى المقتضب-

الصفحة 378