كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

وممّا جاء بلفظ الخبر والمراد به أمر تأديب قوله تعالى: {إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا} (¬1) معناه:
قولوا سمعنا قولك، وأطعنا حكمك.
وأمّا قوله عزّ وجلّ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتّى يَسْتَأْذِنُوهُ} (¬2) فقال بعض المفسّرين: هو أمر معناه:
استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-وقال آخرون: هو ندب.
ومن الخبر الذى معناه إباحة، قوله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ} (¬3) معناه: كلوا مع هؤلاء، وليأكلوا معكم، وكلوا من هذه البيوت.
ومن الخبر الذى معناه ندب قوله: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (¬4) معناه: افعلوا بهنّ من المعروف مثل ما يلزمهنّ لكم، وقوله: {وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} (¬5) معناه: أفضلوا عليهنّ وأحسنوا إليهنّ، وخذوا بالفضل.
ومن الخبر الذى هو أمر قول النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة (¬6) الكتاب» أى اقرءوا فى الصّلوات الفاتحة، ومنه {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ} (¬7) معناه: صوموا، وقوله: {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ} (¬8) معناه: فأنظروه إلى ميسرته.
¬_________
(¬1) سورة النور 51.
(¬2) سورة النور 62.
(¬3) سورة النور 61.
(¬4) سورة البقرة 228.
(¬5) من الآية نفسها.
(¬6) فى الأصل، وهـ‍: «فاتحة». وأثبتّه بالباء من صحيح البخارى (باب وجوب القراءة للإمام والمأموم من كتاب الأذان) 1/ 192، وصحيح مسلم (باب وجوب قراءة الفاتحة فى كلّ ركعة، من كتاب الصلاة) ص 295، وسنن ابن ماجة (باب القراءة خلف الإمام، من كتاب إقامة الصلاة) ص 273.
(¬7) سورة البقرة 183.
(¬8) سورة البقرة 280.

الصفحة 394