كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

أحبّوا هذا، وكذلك {أَفَلا تَذَكَّرُونَ} (¬1) أى تذكّروا، و {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} (¬2) أى اخشعوا، {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ} (¬3) أى أسلموا، {وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} (¬4) أى قاتلوا.
ومما جاء فى الشعر من مجىء الاستفهام بمعنى الأمر والنهى، قول امرئ القيس (¬5):
قولا لدودان عبيد العصا … ما غرّكم بالأسد الباسل
أى لا تغترّوا وكونوا على حذر، ومثله للأعشى (¬6):
ألست منتهيا عن نحت أثلتنا … ولست ضائرها ما أطّت الإبل
أى انته عنّا فلست تضرّنا.
وممّا جاء بمعنى الأمر بالتنبّه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ} (¬7)، {أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (¬8)، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} (¬9) كلّ هذا بمعنى تنبّه على هذا، واصرف فكرك إليه، واعجب منه.
/ويكون تنبيها على الشّكر (¬10) كقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى} (¬11).
ويكون توبيخا كقوله: {أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً} (¬12)، {أَفَبِالْباطِلِ}
¬_________
(¬1) الآية الثالثة من سورة يونس، ومواضع أخرى من الكتاب العزيز، تراها فى المعجم المفهرس ص 272.
(¬2) سورة الحديد 16.
(¬3) سورة آل عمران 20.
(¬4) سورة النساء 75.
(¬5) ديوانه ص 119،256، والبيان والتبيين 3/ 80، وثمار القلوب ص 628، فى شرح «عبيد العصا». والبيت من غير نسبة فى اللسان (عصا).
(¬6) ديوانه ص 61، واللسان (أطط-أثل).
(¬7) سورة البقرة 258.
(¬8) سورة الفرقان 45.
(¬9) سورة البقرة 243.
(¬10) فى هـ‍: للشكر.
(¬11) الآية السادسة من سورة الضحى.
(¬12) سورة النمل 84.

الصفحة 403