كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا … بسبع رمين الجمر أم بثمان
أراد: أبسبع؟ وقد قيل فى قول عمر بن أبى ربيعة (¬1):
ثم قالوا تحبّها قلت بهرا … عدد القطر والحصى والتّراب
إنه أراد: أتحبّها؟ فحذف همزة الاستفهام، وقيل: إنه أراد الخبر، أى أنت تحبّها. ومعنى: «قلت بهرا»: أى قلت: نعم أحبّها حبّا بهرنى بهرا.
ومما لم يختلف فى حذف/همزة الاستفهام منه قول الكميت بن زيد:
ولا لعبا منّى وذو الشّيب يلعب (¬2)
أراد: أوذو الشيب يلعب؟ وقول عمران بن حطّان:
وأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر … أتونى فقالوا من ربيعة أو مضر (¬3)
أم الحىّ قحطان (¬4) ….
أراد: أمن ربيعة؟ وكذلك قيل فى حكاية [قول (¬5)] موسى عليه السلام: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ} (¬6) إن المراد: أو تلك؟
ومن الاستفهام الذى أريد به النفى قوله جلّ اسمه: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ} (¬7) أى لا يكون هذا، وقوله حاكيا عنهم: {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ}
¬_________
(¬1) ديوانه ص 431، والخصائص 2/ 281، والمغنى ص 7، وشرح أبياته 1/ 33، واللسان (بهر)، ومعجم الشواهد ص 67.
(¬2) صدره: طربت وما شوقا إلى البيض أطرب وهو مطلع قصيدته العالية. الهاشميات ص 36، والخصائص 2/ 281، والمحتسب 1/ 50، والمغنى ص 7، وفى غير كتاب.
(¬3) شعر الخوارج ص 24، وتخريجه فى ص 155، وزد عليه كتاب الشعر ص 56،385.
(¬4) تمامه: أم الحىّ قحطان فتلكم سفاهة كما قال روح لى وصاحبه زفر
(¬5) ليس فى هـ‍.
(¬6) سورة الشعراء 22، وتأويل الكلام على الاستفهام هو قول الأخفش. فى معانى القرآن ص 426، وانظر تفسير القرطبى 13/ 96، والتأويل الآخر: أنه على الإقرار، وعليه الفراء. معانى القرآن 2/ 279.
(¬7) سورة الصافات 149.

الصفحة 407