كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

{بَيْنِنا} (¬1) أى ما أنزل عليه الذّكر، ومثله: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} (¬2) أى لم يشهدوا ذلك، وكذلك قوله: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ} (¬3) معناه: ليس ذلك إليك، كما قال: {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ} (¬4) وكذلك قوله: {فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللهُ} (¬5) معناه: لا يهديه أحد، وقوله: {أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} (¬6) أى لم نعى به، ومنه قول النابغة (¬7):
ولست بمستبق أخا لا تلمّه … على شعث أىّ الرّجال المهذّب
أى ليس أحد (¬8) من الرجال مهذّبا بلا ذنب له، ومثله:
فهذى سيوف يا صدىّ بن مالك … حداد ولكن أين بالسّيف ضارب (¬9)
أى ليس أحد يضرب بالسّيف، ومثله:
ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم (¬10)
¬_________
(¬1) الآية الثامنة من سورة ص.
(¬2) سورة الزخرف 19.
(¬3) سورة الزخرف 40.
(¬4) سورة النمل 80.
(¬5) سورة الروم 29.
(¬6) سورة ق 15.
(¬7) ديوانه ص 78، وهذا بيت سيّار، قلما يخلو منه كتاب، ويورده أصحاب المعانى والبلاغيون شاهدا على التمثيل والتذييل. انظر المصون ص 9، وتحرير التحبير ص 218،388، وأنوار الربيع 2/ 63، 3/ 39، ومعاهد التنصيص 1/ 358.
(¬8) فى هـ‍: ليس من الرجال مهذّب لا ذنب له.
(¬9) من غير نسبة فى معانى القرآن للفراء 1/ 164، وعنه شرح أبيات المغنى 6/ 76.
(¬10) صدره: يقول إذا اقلولى عليها وأقردت وهو للفرزدق، فى ديوانه ص 863، والموضع السابق من معانى القرآن، وتفسير الطبرى 5/ 301، والمغنى ص 388، وشرح أبياته 6/ 65، واللسان (قرد-قلا)، ومعجم الشواهد ص 364. واقلولى: ارتفع وانتصب. وأقردت: سكنت وتماوتت. وشرح البيت وسياقه تراه فى اللسان.

الصفحة 408