كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

أى ليس يوجد هذا.
وممّا جاء بلفظ الاستفهام ومعناه الوعيد قوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} (¬1) معناه: أفنترككم ولا نذكّركم بعقابنا؟
وممّا جاء بمعنى الحثّ قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً} (¬2) ويكون تهدّدا على جهة التنبيه، كقوله: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} (¬3) إلى آخر القصة، ويكون تحذيرا كقوله: {فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} (¬4)، ويكون/تعجّبا، كقول جرير: (¬5):
غيّضن من عبراتهنّ وقلن لى … ماذا لقيت من الهوى ولقينا
وكقول الآخر:
وكيف يسيغ المرء زادا وجاره … خفيف المعى بادى الخصاصة والجهد (¬6)
وكقول الأعشى (¬7):
شباب وشيب وافتقار وثروة … فلله هذا الدّهر كيف تردّدا
جعل الخبر والاستفهام جميعا تعجّبا، ويكون عرضا، كقولك: ألا تنزل عندنا؟ ألا تنال من طعامنا؟ والعرض بأن يكون طلبا أولى من أن يكون استفهاما، وإنما أدخله من أدخله فى حيّز الاستفهام، لأنّ لفظه لفظ الاستفهام، وليس كلّ
¬_________
(¬1) الآية الخامسة من سورة الزخرف.
(¬2) سورة البقرة 245، والحديد 11.
(¬3) سورة المرسلات 16.
(¬4) سورة آل عمران 25.
(¬5) ديوانه ص 386، وتخريجه فى ص 1079، والبيت ينسب إلى المعلوط السّعدى، انظر شرح الحماسة للمرزوقى ص 1382.
(¬6) البيت من مقطوعة لقيس بن عاصم المنقرىّ، رضى الله عنه، وتنسب إلى حاتم الطائىّ. انظر زيادات ديوانه ص 312، وانظر حاشية البغدادىّ على شرح بانت سعاد 1/ 129، وشرح أبياته المغنى له 4/ 314.
(¬7) ديوانه ص 135، والمغنى ص 236، وشرح أبياته 4/ 302.

الصفحة 409