كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

ثواب، وليس فى تركه عقاب، كقوله: {اُذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً} (¬1) وقوله: {فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ} (¬2) وكقول النبىّ عليه وآله السّلام: «من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل (¬3)».
وقد جاءت هذه الصيغة والمراد بها إباحة الشىء بعد حظره، كقوله: {فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَاِبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ} (¬4) بعد قوله: {إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} وكذلك قوله: {وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا} (¬5) بعد قوله: {لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} (¬6) ومنه: {فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها} (¬7) ومنه: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} (¬8) ومنه: {وَاُهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاِضْرِبُوهُنَّ} (¬9) ومنه: {فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} (¬10) فكلّ هذا مما ليس فى فعله ثواب، ولا فى تركه عقاب.
ويكون هذا اللفظ الأمرىّ بمعنى الوعيد كقوله تعالى: {اِعْمَلُوا ما شِئْتُمْ} (¬11) - {فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ} (¬12) - {فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} (¬13) - {وَاِسْتَفْزِزْ مَنِ اِسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ}
¬_________
(¬1) سورة الأحزاب 41.
(¬2) سورة البقرة 198.
(¬3) صحيح البخارى (باب فضل الغسل يوم الجمعة. من كتاب الجمعة) 2/ 2، وصحيح مسلم الحديث الثانى من كتاب الجمعة) ص 579، ومسند الإمام أحمد 2/ 57.
(¬4) سورة الجمعة 9،10.
(¬5) الآية الثانية من سورة المائدة.
(¬6) سورة المائدة 95.
(¬7) سورة الحج 36.
(¬8) سورة البقرة 187.
(¬9) سورة النساء 34.
(¬10) الآية الرابعة من سورة المائدة.
(¬11) سورة فصلت 40.
(¬12) سورة الكهف 29.
(¬13) سورة الزمر 15.

الصفحة 411