المذكور، وكذلك قول سعد بن مالك بن ضبيعة:
يا بؤس للحرب الّتى … وضعت أراهط فاستراحوا (¬1)
/كأنه دعاء على الحرب، وأراد: يا بؤس الحرب، فزاد اللام.
وقد استعملوا النداء توجّعا وتأسّفا كقوله (¬2):
وبعد غد يا لهف نفسى من غد … إذا راح أصحابى ولست برائح
وقد ورد النداء تعجّبا، كقول الراجز (¬3):
يا ريّها اليوم على مبين … على مبين جرد القصيم
جمع بين الميم والنّون رويّين، لتقارب مخرجيهما، كقول الآخر:
بنىّ إنّ البرّ شيء هيّن … المنطق الطّيّب والطّعيّم (¬4)
¬_________
= قال: «أراد يا بؤس الحرب، فأقحم اللام توكيدا؛ لأنها توجب الإضافة» الكامل 3/ 217، ذكره فى أثناء الكلام على زيادة اللام توكيدا فى قول جرير: يا تيم تيم عدىّ لا أبا لكم لا يلقينّكم فى سوأة عمر وقد حكاه ابن الشجرى فى المجلس الرابع والخمسين. وانظر المقتضب 4/ 253،373،388.
(¬1) من قصيدة حماسية. انظر شرح الحماسة ص 100، والكتاب 2/ 207، والخصائص 3/ 106، والمحتسب 2/ 93، والتبصرة ص 343، وإيضاح شواهد الإيضاح ص 282، والبسيط ص 853،890، والمغنى ص 238، وشرح أبياته 4/ 311، والخزانة 1/ 468، وغير ذلك كثير. وانظر المجلس 54.
(¬2) أبو الطمحان القينىّ. شرح الحماسة ص 1266، وتذكرة النحاة ص 654، والمغنى ص 99، وشرح أبياته 2/ 229، وقال السيوطى فى شرح شواهده ص 96: «عزاه جماعة إلى هدبة بن خشرم». وأعاده المصنف من غير نسبة فى المجلسين التاليين.
(¬3) حنظلة بن مصبح. كما فى اللسان (جرد-بين)، وأنشد من غير نسبة فى (قصم)، وإصلاح المنطق ص 47، وديوان الحطيئة برواية ابن السّكيت ص 6. ومعجم ما استعجم ص 402، فى رسم (جواذة)، ومعجم البلدان 4/ 411، فى رسم (مبين)، وهو موضع فى بلاد بنى تميم، أو بئر.
(¬4) ينسبان لامرأة تقولهما لابنها. قواعد الشعر ص 69، والمقتضب 1/ 217، والكافى ص 161، والعيون الغامزة ص 245، والتبيين ص 191، والمغنى ص 759، وشرح أبياته 8/ 67، والخزانة 11/ 325، وغير ذلك كثير تراه فى حواشى قواعد الشعر.