ومثله لأبى جهل بن هشام (¬1):
ما تنقم الحرب العوان منّى … بازل (¬2) عامين حديث السّنّ
لمثل هذا ولدتنى أمّى
وقال آخر، فجمع بين الطاء والدال لتقاربهما:
إذا ركبت فاجعلونى وسطا … إنّى كبير لا أطيق العنّدا (¬3)
العنّد: جمع ناقة عنود، وهى التى لا تستقيم فى سيرها، وهذا يسمّى فى عيوب القوافى الإكفاء.
وممّا جاء فيه النداء تعجّبا قول الحطيئة (¬4):
طافت أمامة بالرّكبان آونة … يا حسنه من قوام ما ومنتقبا
أراد: ما أحسنه من قوام، كما أراد الراجز: ما أرواها اليوم، على الماء المسمّى بمبين، ونصب «منتقبا»، بالعطف على موضع (¬5) «من قوام» و «ما» زائدة، والمنتقب: موضع النّقاب، وآونة: جمع أوان، ومثله من التعجّب بلفظ النداء قول امرأة من طيئ:
¬_________
(¬1) تنسب هذه الأبيات لأبى جهل، كما ترى، وتنسب لأمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه. والأبيات فى غير كتاب. انظر سيرة ابن إسحاق، برواية ابن هشام 1/ 634، والقوافى للأخفش ص 53، والمقتضب 1/ 218، والغربيين 1/ 162، والأمثال لأبى عكرمة ص 44. والخزانة 10/ 110،11/ 325، وشرح أبيات المغنى 1/ 254،8/ 68.
(¬2) يروى برفع اللام ونصبها وخفضها: فالرفع على الاستئناف، والنصب على الحال، والخفض على الإتباع، أى على البدل من ياء «منّى» أو البيان. مجالس العلماء للزجاجى ص 58، ومعجم الأدباء 5/ 110.
(¬3) استفاضت كتب العربية بهذين البيتين. راجع القوافى للأخفش ص 58، وللتنوخى ص 122، ومجاز القرآن 1/ 291،337،2/ 275، وتفسير الطبرى 15/ 367، والمقتضب 1/ 218، والمغنى ص 759، وشرح أبياته 8/ 69، والخزانة 11/ 323، وغير ذلك كثير.
(¬4) أول بيت فى ديوانه-ص 5 - برواية ابن السّكّيت. والخصائص 2/ 432، وشرح الشواهد للعينى 3/ 242، والتصريح 1/ 398، والهمع 1/ 251، وشرح الأشمونى 2/ 200.
(¬5) وموضعه النصب على التمييز.