كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

فصل (¬1)
كتب إلىّ رجل من أماثل كتّاب العجم، يسأل عن هذا البيت، أصحيح إعرابه أم فاسد؟ وذكر أنه لشاعر أصفهانىّ (¬2) من أهل هذا العصر، وهو:
يؤلّل عصلا لا بناهنّ هينة … ضعافا ولا أطرافهنّ نوابيا
رفع «بناهنّ» بلا، ونصب «هينة» بأنه خبرها، وإنما فعل [ذلك (¬3)] لينصب القافية، لأنه لمّا أعمل «لا» الأولى هذا العمل، أعمل «لا» الثانية عمل الأولى، ولحّنه فى هذا نحويّ من أهل أصفهان، لأنه جعل اسم لا معرفة، وقال: إنّ من شبّه لا بليس [من العرب (¬4)] رفعوا بها النكرة دون المعرفة.
فأجبت عن هذا بأنى وجدت قوما من النحويين معتمدين على أن «لا» المشبهة بليس، إنما ترفع النّكرات خاصّة، كقولك: لا رجل حاضرا، ولم يجيزوا: لا الرجل حاضرا، كما يقال: ليس الرجل حاضرا، وعلّلوا هذا بأن «لا» ضعيفة فى باب العمل، لأنّها إنما تعمل بحكم الشّبه، لا بحكم الأصل فى العمل، والنكرة ضعيفة
¬_________
(¬1) هذا الفصل كلّه حكاه السيوطىّ فى الأشباه والنظائر 4/ 160 - 163، عن أمالى ابن الشجرى. وكذلك البغدادىّ فى شرح أبيات المغنى 4/ 378 - 382.
(¬2) جاء بهامش الأصل حاشية: «هذا البيت هو لابن الصفىّ، لا لشاعر أصفهانى». انتهت الحاشية، ولم أعرف ابن الصفىّ هذا.
(¬3) سقط من هـ‍.
(¬4) وهذا أيضا مثله.

الصفحة 430