كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)
فما أدرى أغيّرهم تناء … وطول العهد أم مال أصابوا
وقول جرير (¬1):
أبحت حمى تهامة بعد نجد … وما شيء حميت بمستباح
التقدير: أصابوه، وحميته.
وقد حذفوا العائد المجرور مع الجارّ كقول كثيّر (¬2):
/من اليوم زوراها خليلىّ إنها … سيأتى عليها حقبة لا نزورها
التقدير: لا نزورها فيها، ومثله فى التنزيل: {وَاِتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} (¬3) التقدير: لا تجزى فيه، كما قال: {وَاِتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} (¬4) وكذلك تقدّر فى الجمل المعطوفة على الأولى، لأن حكمهنّ حكمها، فالتقدير ولا تقبل منها شفاعة فيه، ولا يؤخذ منها عدل فيه، ولا هم ينصرون فيه.
واختلف النحويون فى هذا الحرف، فقال الكسائى: لا يجوز أن يكون المحذوف إلا الهاء، أراد أن الجارّ حذف أولا، ثم حذف العائد ثانيا.
وقال نحويّ آخر: لا يجوز أن يكون المحذوف إلا «فيه».
وقال أكثر أهل العربية، منهم سيبويه، والأخفش: يجوز الأمران (¬5).
¬_________
(¬1) ديوانه ص 89، وقد أنشده المصنف أيضا فى المجلسين الثانى عشر، والأربعين، وانظر الشعر 388، وحواشيه، ومعجم الشواهد ص 88، والجمل المنسوب للخليل ص 36.
(¬2) ليس فى ديوانه كثير المطبوع بتحقيق الدكتور إحسان عباس، ولم أجده فى كتب النحو والتفسير واللغة التى بين يدىّ.
(¬3) سورة البقرة 48،123.
(¬4) سورة البقرة 281.
(¬5) تفصيل هذه المسألة تجده فى الكتاب 1/ 386، ومعانى القرآن للفراء 1/ 32، وللأخفش ص 88، ومجالس ثعلب ص 403، والشعر ص 234، والعسكريات ص 191، وتفسير الطبرى 2/ 27، وشرح الحماسة ص 33، والبحر المحيط 1/ 189، ومغنى اللبيب ص 557 (الباب الرابع) و 682 (الباب الخامس)، ولسان العرب (جزى). -
الصفحة 6
435