كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 1)

والأقيس عندى: أن يكون (¬1) حرف الظرف حذف أولا، فجعل الظرف مفعولا [به] (¬2) على السّعة، كما قال (¬3):
ويوم شهدناه سليما وعامرا … قليل سوى الطّعن النّهال نوافله
وكقول الآخر:
فى ساعة يحبّها الطّعام (¬4)
أراد شهدنا فيه، ويحبّ فيها، ثم حذف الجارّين توسّعا، والأصل:
لا تجزى فيه، ثم لا تجزيه، ثم لا تجزى، وإنما (¬5) جاز حذف الجارّ من ضمير الظرف كما جاز حذفه من مظهره، إذ كنت تقول: قمت فى اليوم، وقمت اليوم،
¬_________
= والذى نسبه ابن الشجرى إلى سيبويه من تجويزه الأمرين، لم أجده فى الكتاب المطبوع، والذى وجدته حذف «فيه» فقط، وهذه عبارته فى الموضع الذى ذكرته: «كما قال سبحانه: يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ أضمر فيه». وقد نص ابن هشام على هذا، فقال فى الموضع الثانى من المغنى: «وعن سيبويه أنهما حذفا دفعة». وقد تعقّب ابن هشام ابن الشجرىّ، فيما حكاه فى المسألة، فقال فى الموضع الأول: «وهو مخالف لما نقل غيره»، وقال فى الموضع الثانى: «وهو نقل غريب».
(¬1) هذا اختيار لرأى الكسائىّ السابق، وقد نصّ عليه ابن هشام فى الموضع الثانى.
(¬2) ليس فى هـ‍.
(¬3) هو رجل من بنى عامر، كما فى الكتاب 1/ 178، والبيت من غير نسبة فى المقتضب 3/ 105، والكامل 1/ 33، والشعر ص 45، وشرح الحماسة ص 88، والمقرب 1/ 147، والتبصرة ص 308، 529، ومجمع الأمثال 1/ 12، وشرح ديوان المتنبى المنسوب خطأ إلى العكبرى 1/ 299، وإعراب القرآن المنسوب خطأ إلى الزجاج ص 450، والمغنى ص 503، وشرح أبياته 7/ 84، واللسان (جزى). وفى حواشى المقتضب تخريجات أخرى. وأعاده ابن الشجرى فى المجلسين الثامن والعشرين، والثالث والثمانين.
(¬4) معانى القرآن 1/ 32، والكامل 1/ 34، وتفسير الطبرى 2/ 26، والأضداد لأبى الطيب ص 732، ومعجم الشواهد ص 536، وأعاده المصنف فى المجلسين المذكورين قبل. وجاء بهامش الأصل: «قال شيخنا ابن هشام، أبقاه الله سبحانه: لا دليل فى هذا البيت ولا فى الذى قبله على مدّعاه، وهو الجار [هكذا، ولعله: وهو الحذف] على التدريج، غاية ما فيه أنه حذف حرف الجرّ منهما وأبقى مجروره، ومدّعاه إذا حذفهما على التدريج. من خط تلميذ المولى ابن هشام».
(¬5) فى هـ: فإنما.

الصفحة 7