كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: المقدمة)

(748 هـ‍)، والوافى بالوفيات، لصلاح الدين الصفدىّ (764 هـ‍)، وطبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين السبكى (771 هـ‍) واقرأ على مهل وتؤدة، وأعط نفسك حظّها من التأمل والتدبّر، ولمح الأشباه، ورصد النظائر، وسترى أن مفكرينا وعلماءنا، رضى الله عنهم، كانوا يعملون فى الحلّ والتّرحال، وعلى المنشط والمكره، وفى اليسر والعسر، بل إن بعضهم كان يبدع مع تزاحم العلل عليه، وتقسّم نفسه مع الأوصاب والأوجاع والصّوارف. . . وهذا أيضا حديث طويل (¬1).
والباب الثانى-وهو لبّ الرّسالة وعصبها-وقفته على آراء ابن الشجرىّ النحوية، وقد سلكت سبيلين فى التعرّف إلى تلك الآراء: ما ذكره هو نفسه من قوله:
وهذا ما خطر لى، أو: والقول عندى كذا، أو: والصحيح كذا، والاختيار كذا، أو: فتأمّل ما استنبطته لك. ونحو ذلك. ثم ما أورده النحاة المتأخّرون، كابن هشام والمرادىّ والسّيوطىّ والبغدادىّ، من أقوال وآراء نسبوها إلى ابن الشجرى.
وأريد أن أنبّه بادئ ذى بدء، إلى أنى وجدت فى «الأمالى» آراء كثيرة فى النحو والصرف واللغة، ساقها ابن الشجرىّ غير معزوّة إلى أحد، ولم أقطع بنسبتها إليه، لاحتمال وجودها فى كلام غيره ممّن سبقه، وقد أمكننى عون الله وتوفيقه أن أردّ بعض هذه الآراء إلى أصحابها.
وقد وجدت بعضا ممّن يدرسون علما من الأعلام يحشدون آراءه حشدا، دون فصل بين ما قال وما حكى، وبعض مصنّفى الكتب القديمة لم يعنوا بعزو كلّ رأى إلى قائله، خوفا من الإملال والإطالة. هذا أمر، وأمر آخر أنّ حركة التأليف العربىّ عرفت لونا من ألوان التصنيف، تمثل فى تلك الرسائل والكتب الصغيرة التى
¬_________
(¬1) انظر كتابى: مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربى ص 20 وما بعدها، ثم انظر كتابى الصغير: الموجز فى مراجع التراجم والبلدان ص 24 وما بعدها، فقد ناقشت هناك باختصار فكرة العصور، وأن العصور المتأخرة فى تاريخنا الثقافى هى عصور تكرار واجترار!

الصفحة 5