كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

قد عرفت طول صحبتي لك ونصيحتي اياك فأذن لي فأهتف بقومي هتفة قال نعم وثلاثا فقام فنادى يا صاحباه ثلاث مرات قال فسمعنا شيوخنا يزعمون انه اسمع اهل الشعب فتلببوا للحرب وعسبوا الربايا ينظرون من أين يأتي القوم قالوا وتقول الروم لولا ضجة أهل رومية وأصواتهم لسمع الناس جميعا صوت وجوب القرص في المغرب
وأعيب عندهم من دقة الصوت وضيق مخرجه وضعف قوته ان يعترض الخطيب البهر والارتعاش والرعدة والعرق قال ابو الحسن قال سفيان بن عيينة تكلم صعصعة عند معاوية فعرق قال معاوية بهرك القول فقال صعصعة ان الجياد نضاحة بالماء
والفرس إذا كان سريع العرق وكان هشا كان ذلك عيبا وكذلك هو في الكثرة واذا ابطأ ذلك وكان قليلا قيل قد كبا وهو فرس كاب وذلك عيب ايضا
وأنشدني ابن الاعرابي لابي مسمار العكلي في شبيه بذلك قوله
( لله در عامر اذا نطق ... في حفل إملاك وفي تلك الحلق )
( ليس كقوم يعرفون بالشدق ... من خطب الناس ومما في الورق )
( يلفقون القول تلفيق الخلق ... من كل نضاح الذفارى بالعرق )
( اذا رمته الخطباء بالحدق ... )@

الصفحة 133