كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

وانما ذكر خطب الاملاك لانهم يذكرون انه يعرض للخطيب فيها من الحصر اكثر مما يعرض لصاحب المنبر ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ما يتصعدني كلام كما تتصعدني خطبة النكاح وقال العماني
( لاذفر هش ولا بكاب ... ولا بلجلاج ولا هياب )
وقال الكميت بن زيد وكان خطيبا ان للخطبة صعداء وهي على ذي اللب أرمى
وقولهم أرمى وأربى سواء يقال فلان قد أرمي على المائة وأربى ولم أر الكميت افصح عن هذا المعنى ولا تخلص الى خاصته وانما يجترىء علىالخطبة الغمر الجاهل الماضي الذي لا يثنيه شيء او المطبوع الحاذق الواثق بغزارته واقتدراه فالثقة تنفي عن قلبه كل خاطر يورث اللجلجة والنحنحة والانقطاع والبهر والعرق
قال عبيد الله بن زياد وكان خطيبا على لكنة كانت فيه نعم الشيء@

الصفحة 134