كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

وللشجاعة مقدار فالتهور والخور اسم لما جاوز ذلك المقدار
وهذه الاحاديث ليست لعامتها أسانيد متصلة فان وجدتها متصلة لم تجدها محمودة واكثرها جاءت مطلقة ليس لها حامل محمود ولا مذموم فاذا كانت الكلمة حسنة استمتعنا بها على قدر ما فيها من الحسن
فان اردت ان تتكلف هذه الصناعة وتنسب الى هذا الادب فقرضت قصيدة او حبرت خطبة او ألفت رسالة فاياك ان تدعوك ثقتك بنفسك
ويدعوك عجبك بثمرة عقلك الى ان تنتحله وتدعيه ولكن اعرضه على العلماء في عرض رسائل او أشعار اوخطب فان رأيت الاسماع تصغي له والعيون تحدج اليه ورأيت من يطلبه ويستحسنه فانتحله فان كان ذلك في ابتداء أمرك وفي اول تكلفك فلم تر له طالبا ولا مستحسنا فلعله ان يكون - ما دام ريضا فضيبا - تعنيسا ان يحل عندهم محل المتروك فان عاودت أمثال ذلك مرارا فوجدت الاسماع عنه منصرفة والقلوب لاهية فخد في غير هذه الصناعة واجعل رائدك الذي لا يكذبك حرصهم عليه او زهدهم فيه وقال الشاعر
( ان الحديث تغر القوم خلوته ... حتى يلح بهم عي وإكثار )
وفي المثل المضروب كل مجر في الخلا مسر ولم يقولوا مسرور وكل صواب@

الصفحة 203