كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

قد
قالوا شعرا قليلا كان ذلك أم كثيرا وسمعوا واستنشدوا فالسجع والمزدوج دون القصيد والرجز فكيف يحل ما هو اكثر ويحرم ما هو أقل وقال غيرهما اذا لم يطل ذلك ولم تكن القوافي مطلوبة مجتلبة او ملتمسة متكلفة وكان ذلك كقول الاعرابي لعامل الماء حلبت ركابي وحرقت ثيابي وضربت صحابي ومنعت إبلي من الماء والكلاء
قال او سجع أيضا فقال الاعرابي فكيف أقول
لانه لو قال حلبت إبلي او جمالي او نوقي او بعراني او صرمتي لكان لم يعبر عن حق معناه وانما حلبت ركابه فكيف يدع الركاب الى غير الركاب وكذا قوله حرقت ثيابي وضربت صحابي لان الكلام اذا قل وقع وقوعا لا يجوز تغييره واذا طال وجدت في القوافي ما يكون مجتلبا ومطلوبا مستكرها
وفي الحديث المأثور - ويدخل على من طعن في قوله تعالى ( تبت يد ابي لهب ) وزعم انه شعر لانه في تقدير مستفعلن مفاعلن - وطعن في قوله عليه السلام ( هل انت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت )
فيقال له اعلم انك لو اعترضت أحاديث الناس وخطبهم ورسائلهم لوجدت فيها مثل مستفعلن فاعلن@

الصفحة 288