كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

لسان وحدثني الاصمعي قال جلست الى أبي عمرو عشر حجج ما سمعته
يحتج ببيت اسلامي قال وقال مرة لقد كثر هذا المحدث وحسن حتى هممت ان امر فتياننا بروايته
يعني شعر جرير والفرزدق وأشباههما
وحدثني أبو عبيدة قال كان أبو عمر اعلم الناس بالعرب والعربية وبالقراءة والشعر وأيام الناس وكانت داره خلف دار جعفر بن سليمان وكانت كتبه التي كتب عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتا له الى قريب من السقف ثم انه تقرأها فاحرقها كلها فلما رجع بعد الى علمه الاول لم يكن عنده الا ما حفظه بقلبه وكان عامة اخباره عن أعراب قد ادركوا الجاهلية
وفي أبي عمرو بن العلاء يقول الفرزدق
( ما زلت افتح أبوابا واغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار )
فاذا كان الفرزدق وهو راوية الناس وشاعرهم وصاحب أخبارهم يقول فيه مثل هذا القول فهو الذي لا يشك في خطابته وبلاغته
وقال يونس لولا شعر الفرزدق لذهب نصف أخبار الناس
وقال في أبي عمرو مكي ين سوادة
( الجامع العلم ننساه ويحفظه ... والصادق القول ان انداده كذبوا )
وكان أبو سفيان بن العلاء ناسبا وكلاهما كناهما أسماؤهما وكذلك أبو عمرو بن لبيد و أبوسفيان بن العلاء بن لبيد التغلبي خليفة عيسى ابن شبيب المازني على شرط البصرة@

الصفحة 321