كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

وقال الحسن كان عبد الله بن عباس اول من عرف بالبصرة صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران ففسرهما حرفا حرفا وكان والله مثجا يسيل غربا وكان يسمى البحر وحبر قريش وقال النبي ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ) وقال عمر غص غواص ونظر اليه يتكلم فقال
( شنشنة أعرفها من أخزم ... )
الشعر لأبي اخزم الطائي وهو جد ابي حاتم طي او جد جده وكان له ابن يقال له اخزم فمات وترك بنين فوثبوا يوما على جدهم ابي اخزم فأدموه فقال
( إن بني زملوني بالدم ... شنشنة اعرفها من أخزم )
اي انهم اشبهوا أباهم في طبيعته وخلقه وأحسبه كان به عاقا فهكذا ذكر ابن الكلبي والشنشنة مثل الطبيعة والسجية فأراد عمر رضي الله تعالى عنه إني اعرف فيك مشابهة في ابيك في رايه وعقله ويقال انه لم يكن لقرشي مثل رأي العباس
ومن خطباء بني هاشم ايضا داود بن علي وكان يكنى ابا سليمان وكان انطق الناس وأجودهم ارتجالا واقتضابا للقول ويقال انه لم يتقدم في تحبير خطبة قط وله كلام معروف محفوظ فمن ذلك خطبته على أهل مكة@

الصفحة 331