كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

وقد ذكرنا ان الامم التي فيها الاخلاق والاداب والحكم والعلم أربع وهي العرب والهند وفارس والروم
وقال حكيم بن عياش الكلبي
( ألم يك ملك أرض الله طرا ... لاربعة له متميزينا )
( لحمير والنجاشي وابن كسرى ... وقيصر غير قول الممترينا )
فما أدري بأي سبب وضع الحبشة في هذا الموضع وأما ذكره لحمير فان كان إنما ذهب الى تبع نفسه في الملوك فهذا له وجه وأما النجاشي فليس هو عند الملوك في هذا المكان ولو كان النجاشي في نفسه فوق تبع وكسرى وقيصر لما كان أهل مملكته من الحبش في هذا الموضع وهو لم يفضل النجاشي لمكان اسلامه يدل على ذلك تفضيله لكسرى وقيصر وكان وضع كلامه على ذكر الممالك ثم ترك الممالك وأخذ في ذكر الملوك
والدليل على ان العرب أنطق وأن لغتها أوسع وان لفظها أدل وأن أقسام تأليف كلامها أكثر والامثال التي ضربت أجود وأسير
والدليل على ان البديهة مقصورة عليها وان الارتجال والاقتضاب خاص فيها وما الفرق بين أشعارهم وبين الكلام الذي@

الصفحة 384