كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

في كلمة له طويلة وإياهم غنى الشاعر بقوله
( يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء )
قال أخبرني محمد بن عباد بن كاسب كاتب زهير ومولى بجيلة من سبى دابق وكان شاعرا راوية وطلابة للعلم علامة قال سمعت ابا دواد بن جرير يقول وقد جرى شيء من ذكر الخطب وتحبير الكلام واقتضابه وصعوبة ذلك المقام وأهواله فقال تخليص المعاني رفق والاستعانة بالغريب عجز والتشادق من غير أهل البادية بغض والنظر في عيون الناس عي ومس اللحية هلك والخروج مما بني عليه اول الكلام اسهاب وسمعته يقول رأس الخطابة الطبع وعمودها الدربة وجناحاها رواية الكلام وحليها الاعراب وبهاؤها تخير اللفظ والمحبة مقرونة بقلة الاستكراه وانشداني بيتا له في صفة خطباء اياد وهو قوله
( يرمون بالخطب الطوال وتارة ... وحي الملاحظ خيفة الرقباء )
فذكر المبسوط في موضعه والمحذوف في موضعه والموجز والكناية والوحي باللحظ ودلالة الاشارة وأنشدني له الثقة في كلمة له معروفة
( الجود أخشن مسا يا بني مطر ... من أن تبز كموه كف مستلب )
( ما أعلم الناس أن الجود مدفعة ... للذم لكنه يأتي على النشب )@

الصفحة 44