والاشارة واللفظ شريكان ونعم العون هي له ونعم الترجمان هي عنه وما اكثر ما تنوب عن اللفظ وما تغني عن الخط
وبعد فهل تعدو الاشارة ان تكون ذات صورة معروفة وحلية موصوفة على اختلاف في طبقاتها ودلالتها وفي الاشارة بالطرف والحاجب وغير ذلك من الجوارح مرفق كبير ومعونة حاضرة في أمور يسرها الناس من بعض ويخفونها من الجليس وغير الجليس ولولا الاشارة لم يتفاهم الناس معنى خاص الخاص ولجهلوا هذا الباب البتة ولولا ان تفسير هذه الكلمة يدخل في باب صناعة الكلام لفسرتها لكم وقد قال الشاعر في دلالات الاشارة
( أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة مذعور ولم تتكلم )
( فأيقنت ان الطرف قد قال مرحبا ... وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم )
وقال الآخر
( وللقلب على القلب دليل حين يلقاه ... )
( وفي الناس من الناس مقاييس وأشباه ... )
( وفي العين غنى للمرء أن تنطق أفواه ... )
وقال الاخر
( ومعشر صيد ذوي تجلة ... ترى عليهم للندى أدلة )
وقال الآخر
( ترى عينها عيني فتعرف وحيها ... وتعرف عيني ما به الوحي يرجع )
وقال الاخر@