كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 1)

( وعين الفتى تبدي الذي في ضميره ... وتعرف بالنجوى الحديث المغمسا )
وقال الآخر
( ألعين تبدي الذي في نفس صاحبها ... من المحبة او بغض اذا كانا )
( والعين تنطق والأفواه صامته ... حتى ترى من ضمير القلب تبيانا )
هذا ومبلغ الاشارة أبعد من مبلغ الصوت فهذا ايضا باب تتقدم فيه الاشارة الصوت والصوت هو الة اللفظ وهو الجوهر الذي يقوم به التقطيع وبه يوجد التأليف ولن تكون حركات اللسان لفظا ولا كلاما موزونا ولا منثورا الا بظهور الصوت ولا تكون الحروف كلاما الا بالتقطيع والتأليف وحسن الاشارة باليد والرأس من تمام حسن البيان باللسان مع الذي يكون
مع الاشارة من الدل والشكل والتفتل والتثني واستدعاء الشهوة وغير ذلك من الامور
قد قلنا في الدلالة بالاشارة فأما الخط فما ذكر الله تبارك وتعالى في كتابه من فضيلة الخط والانعام بمنافع الكتاب قوله لنبيه ( إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ) وأقسم به في كتابه المنزل على نبيه المرسل حيث قال ( ن والقلم وما يسطرون ) ولذلك قالوا القلم احد اللسانين كما قالوا قلة العيال احد اليسارين وقالوا القلم أبقى أثرا واللسان اكثر هذرا @

الصفحة 79