كتاب الكتاب لسيبويه (اسم الجزء: 1)

فأعاد الإظهارَ. وقال الجعدىّ:
إذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ في ظُلُلاتَهِا ... سَواقِطُ مِنْ حَرٍّ وقد كانَ أظْهَراَ
والرفعُ الوجهُ. وقال الفرزدق:
لَعَمْرُكَ ما مَعْنٌ بتارِكِ حَقَّهِ ... ولا مُنْسِئٌ مَعْنٌ ولا مُتَيَسَّرُ
وإذا قلت: ما زيدٌ منطلقا أبو عمرو، وأبو عمرو أبوه، لم يجز، لأنّك لم تُعرَّفْه به ولم تَذْكُرْ له إضماراً ولا إظهاراً فيه، فهذا لا يجوز لأنك لم نجعل له فيه سبباً.
وتقول: ما أَبو زَيْنَبَ ذاهباً ولا مقيمةٌ أمُّها ترفع، لأنّك لو قلتَ: ما أبو زَيْنَبَ مُقَيمة أمُّها لم يجزْ، لأنها ليست من سببه وإنما عَمِلتْ ما فيه لا في زينبَ. ومن ذلك قول الشاعر، وهو الأعْوَرُ الشَّنَّىّ:

الصفحة 63