كتاب الاستقامة (اسم الجزء: 1)

وَقِيَاس للمؤذن الدَّاعِي إِلَى الصَّلَاة وَسَمَاع الْقُرْآن بالمزمار الداعى إِلَى حَرَكَة المستمعين للمكاء والتصدية
وَقد روى الطَّبَرَانِيّ فِي معجمهه عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الشَّيْطَان قَالَ يارب اجْعَل لى قُرْآنًا قَالَ قرآنك الشّعْر قَالَ اجْعَل لى مُؤذنًا قَالَ مؤذنك المزمار قَالَ اجْعَل لى كِتَابه قَالَ كتابتك الوشم قَالَ اجْعَل لى بَيْتا قَالَ بَيْتك الْحمام قَالَ اجْعَل لى طَعَاما قَالَ طَعَامك مالم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ فَمن قَاس قُرْآن الله فَالله يجازيه بِمَا يسْتَحقّهُ
وَقد قَالَ الله تَعَالَى {فخلف من بعدهمْ خلف أضاعوا الصَّلَاة وَاتبعُوا الشَّهَوَات فَسَوف يلقون غيا} سُورَة مَرْيَم 59 فَهَؤُلَاءِ يشتغلون بالشهوات عَن الصَّلَاة
وَلِهَذَا فَإِن من هَؤُلَاءِ الشُّيُوخ من يقْصد الاجتماعات فِي الْحمام وَيكون لَهُ فبها حَال وَظُهُور لكَونه مادته من الشَّيَاطِين فَإِن الشَّيْطَان يظْهر أَثَره فِي بَيته وَعِنْده أوليائه وتأذين مؤذنه وتلاوة قرآنه كَمَا يظْهر ذَلِك على أهل المكاء والتصدية

الصفحة 376