كتاب الاستقامة (اسم الجزء: 1)
.. وَأَنت جمعت من قلبِي هوى قد كَانَ مُشْتَركا
أما ترثى لمكتئب إِذا ضحك الخلي بَكَى ...
قَالَ فَقَامَ ذُو النُّون وَسقط على وَجهه وَالدَّم يقطر من جَبينه وَلَا يسْقط على الأَرْض ثمَّ قَامَ رجل من الْقَوْم يتواجد فَقَالَ لَهُ ذُو النُّون {الَّذِي يراك حِين تقوم} [سُورَة الشُّعَرَاء 218] فَجَلَسَ الرجل
قَالَ وَسمعت أَبَا عَليّ الدقاق يَقُول كَانَ ذُو النُّون صَاحب إِسْرَاف على ذَلِك الرجل حَيْثُ نبهه أَن ذَلِك لَيْسَ مقَامه وَكَانَ ذَلِك الرجل صَاحب إنصاف حَيْثُ قبل ذَلِك مِنْهُ فَرجع وَقعد
فَهَذَا وَنَحْوه هُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْأَئِمَّة كالشافعي فِي قَوْله خلفت بِبَغْدَاد شَيْئا أحدثته الزَّنَادِقَة يسمونه التغبير يصدون بِهِ النَّاس عَن الْقُرْآن فَيكون ذُو النُّون هُوَ أحد الَّذين حَضَرُوا التغبير الَّذِي أنكرهُ الْأَئِمَّة وشيوخ السّلف وَيكون هُوَ أحد المتأولين فِي ذَلِك وَقَوله فِيهِ كَقَوْل شُيُوخ الْكُوفَة وعلمائها فِي النَّبِيذ الَّذين اسْتَحَلُّوهُ مثل سُفْيَان الثَّوْريّ وَشريك ابْن عبد الله وَأبي حنيفَة ومسعر بن كدام وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَغَيرهم من أهل الْعلم وَكَقَوْلِه عُلَمَاء مَكَّة وشيوخها فِيمَا اسْتَحَلُّوهُ من الْمُتْعَة وَالصرْف كَقَوْل عَطاء بن ابي رَبَاح وَابْن جريج وَغَيرهمَا وكقول طَائِفَة من شُيُوخ الْمَدِينَة وعلمائها فِيمَا اسْتَحَلُّوهُ من الحشوش وكقول طَائِفَة من
الصفحة 385
477