كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 1)

وذلك لحديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: "شغَلَنا المشركون يوم الخندق عن صلاة الظهر حتى غربت الشمس وذلك قبل أن ينزل في القتال ما نزل، فأنزل الله عز وجل: {وكفى الله المؤمنين القتال} (¬1)، فأمَر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلالاً فأقام لصلاة الظهر، فصلاّها كما كان يصلّيها لوقتها" ثمَّ أقام للعصر فصلاها كما كان يصلّيها في وقتها، ثمَّ أذّن للمغرب فصلاّها في وقتها" (¬2).
ولحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين قَفَل (¬3) من غزوة خيبر سار ليلهُ، حتى إِذا أدركه الكرى (¬4) عرَّس (¬5)، وقال لبلال: اكلأ (¬6) لنا الليل فصلّى بلال ما قُدِّر له، ونام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إِلى راحلته مُواجه الفجر، فَغَلَبَت بلالاً عيناه وهو مُستند إِلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى ضربَتهم الشمس، فكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أولهم استيقاظاً، ففزع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "أيْ: بلال! " فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ (بأبي أنت وأمّي! يا رسول الله!) بنفسك، قال: "اقتادوا" (¬7)، فاقتادوا رواحلهم شيئاً، ثمَّ توضّأ
¬__________
(¬1) الأحزاب: 25
(¬2) أخرجه أحمد والنسائي "صحيح سنن النسائي" (638) وغيرهما، وانظر "الإِرواء" (1/ 257).
(¬3) أي: رجع.
(¬4) أي: النعاس.
(¬5) أي: نزل للنوم والاستراحة.
(¬6) أي: ارقب واحرُس.
(¬7) أي: خذوا مقاود الرواحل وانطلقوا.

الصفحة 391