كتاب التفسير البياني للقرآن الكريم (اسم الجزء: 1)

{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} . مريم 52.
كما نلمح ملحظ القوة في آيات الزمر 67، طه 17، الأحزاب 50.
ومعها آيات: النساء 3، 25، 33، والنور 53، 58 والمؤمنون 60 والمعارج 30 والانشقاق 7.
وملحظ الخير والتفاؤل في إيتاء المؤمن كتابه بيمينه: الإسراء 71، الحاقة 19، الانشقاق 7.
وأهل الجنة يوم القيامة: هم أصحاب اليمين، وأصحاب الميمنة. وأضيف إلى هذه المعاني جميعاً دلالة الحرمة في اليمين بمعنى القسم، ومعنى ديني هو الإيمان.
وقوبل أصحاب الميمنة في سوزرة البلد، بأصحاب المشأمة في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} .
فدل ذلك من صنيع القرآن على أن الكفر بآيات الله، مقابل لاقتحام العقبة: فك رقبة، أو إطعلم في يوم ذي مسبغة، ثم الإيمان، والتواصي بالصبر والمرحمة.
والشؤم في اللغة ضد اليمن، وقد سمى أهل النار في الآخرى أصحاب المشأمة أو هم أصحاب الشمال.
* * *
{عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ}
مغلقة لا منفذ لها ولا مخرج منها. وأصل اللفظ من الوصيد وهو في اللغة: الجبل، وبين من الحجارة في الجبال للمال. وأخذها الزمخشري من: أوصدت الباب وأصدته إذا أطبقته وأغلقته. ونرى أن الإيصاد ليس مجرد الإغلاق، وإنما فيه الشدة والإحكام الملحوظان في أصل المادة.
وقد جاءت المادة في القرآن ثلاث مرات: الوصيد في آية الكهف 18:
{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} .

الصفحة 190