كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 1)
قالوا: إن عيسى ابن الله. وقالت: المار يعقوبية إن اللَّه هُوَ المسيح ابْن مريم.
وقالت عبادة الملك: إن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- ثالث ثلاثة- هو إله وعِيسَى إله، ومريم إله، افتراء عَلَى اللَّه- تبارك وتعالى- وإنما اللَّه إله واحد وعيسى عَبْد اللَّه ونبيه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا وصف اللَّه- سُبْحَانَهُ- نفسه «أَحَدٌ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» «1» يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا محمد- صلى الله عليه وسلم- يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ «2» مِنَ الْكِتابِ يعنى التوراة اخفوا أمر الرجم وأمر محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ يعني ويتجاوز عن كثير مما كتمتم فلا يخبركم بكتمانه. قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ يعني ضياء من الظلمة وَكِتابٌ مُبِينٌ- 15- يعني بين يَهْدِي بِهِ اللَّهُ يعني بكتاب محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ يعنى من اتبع دين محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ودين الإسلام يهديه اللَّه إلى طريق الجنة وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ يعني من الشرك إلى الْإِيمَان بِإِذْنِهِ يعني بعلمه وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ- 16- قوله- سُبْحَانَهُ-: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ نزلت فى نصارى نجران المار يعقوبيين منهم السيد والعاقب وغيرهما قُلْ لهم يا محمد فَمَنْ يَمْلِكُ فَمنْ يقدر أن يمتنع مِنَ اللَّهِ شَيْئاً من شيء من عذابه إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً بعذاب أَوْ بموت فَمن الَّذِي يحول بينه وبَيْنَ ذَلِكَ ثُمّ عظم الرب- جلَّ جلاله- نفسه عن قولهم حين قَالُوا إن اللَّه هُوَ المسيح ابْن مريم فَقَالَ- سبحانه-: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَقُولُ إِلَيْهِ سلطان السموات والأرض وَما بَيْنَهُما من الخلق يَخْلُقُ ما يَشاءُ يعني عِيسَى شاء أن يخلقه من غَيْر بشر وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
__________
(1) سورة الإخلاص.
(2) فى أ: تخفونه.
الصفحة 463
604